نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 351
على الفرار وترك ميدان المعركة، وتابع الفرسان المطاردة وانتهت بسقوط الألوف القتلى من الروم [1].
وأمر الصديق - رضي الله عنه - كل أمير أن يسلك طريقا غير طريق الآخر، لما لحظ في ذلك من المصالح، وكأن الصديق اقتدى في ذلك بنبي الله يعقوب [2] حين قال لبنيه: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [يوسف: 67].
رابعًا: تأزم الموقف في بلاد الشام:
كانت الجيوش المكلفة بفتح بلاد الشام تلاقي صعوبة في تنفيذ المهمات الموكلة إليها؛ فقد كانت تواجه جيوش الإمبراطورية الرومانية التي تمتاز بقوتها وكثرة عددها، وقد بنت الحصون والقلاع للدفاع عن مراكز المدن، واستخدمت أسلوب الكراديس في تنظيم جيوشها. لقد كان للروم في الشام جيشان كبيران أحدهما في فلسطين والآخر في أنطاكية، وتمركز هذان الجيشان في ستة مواضع على الشكل الآتي:
أ- أنطاكية: وهي عاصمة الشام في العهد الرومي.
ب- قنسرين: وتقع بين حماة وحلب على مسافة خمسة وعشرين كيلو مترا جنوبي غربي حلب، وهي حدود بلاد الشام التي تحاذي فارس في الشمال الغربي.
ج- حمص: ويمتد نفوذها العسكري حتى تدمر وصحراء الشام، وهي حدود بلاد الشام التي تحاذي فارس من الشمال الشرقي.
د- عمان: قاعدة البلقاء، وفيها قلعة محصنة.
هـ- أجنادين: قاعدة الروم العسكرية في جنوب فلسطين وعلى حدود بلاد العرب الشرقية والغربية، وعلى حدود مصر.
وقيسارية: في شمال فلسطين، وتبعد عن حيفا ثلاثة عشر كيلو مترًا ولا تزال أنقاضها قائمة. [1] العمليات التعرضية الدفاعية عند المسلمين: ص 143. [2] البداية والنهاية: 7/ 4.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 351