نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 350
سبيله، ولا شك أن الثناء على العظماء والنبلاء بذكر فضائلهم يرفع من معنوياتهم ويمنحهم قوة عالية تدفعهم إلى التضحية والفداء [1].
4 - جيش عمرو بن العاص:
وجه الصديق عمرو بن العاص بجيش إلى فلسطين، وكان الصديق قد خيره بين البقاء في عمله الذي أسنده إليه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وبين أن يختار له ما هو خير له في الدنيا والآخرة إلا أن يكون الذي هو فيه أحب إليه، فكتب إليه عمرو بن العاص: إني سهم من سهام الإسلام وأنت بعد الله الرامي بها والجامع لها، فانظر أشدها وأخشاها وأفضلها فارم به. [2] فلما قدم المدينة أمره أبو بكر - رضي الله عنه - أن يخرج من المدينة وأن يعسكر حتى يندب معه الناس، وقد خرج معه عدد من أشراف قريش، منهم: الحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو، وعكرمة بن أبي جهل. فلما أراد المسير خرج معه أبو بكر يشيعه وقال: يا عمرو إنك ذو رأي وتجربة بالأمور وبصر بالحرب، وقد خرجت مع أشراف قومك ورجال من صلحاء المسلمين، وأنت قادم على إخوانك فلا تألهم نصيحة، ولا تدخر عنهم صالح مشورة، فرب رأي لك محمود في الحرب مبارك في عواقب الأمور. فقال عمرو بن العاص: ما أخلقني أن أصدِّق ظنك، وأن لا أفَيِّل رأيك. (3)
وخرج عمرو بقواته وكان تعداده يتراوح من ستة إلى سبعة آلاف مجاهد وهدفها فلسطين، وسلكت طريقًا لساحل البحر الأحمر حتى وادي عربة في البحر الميت، ونظم عمرو ابن العاص قوة استطلاع مؤلفة من ألف مجاهد ودفعها باتجاه محور تقدم الروم، ووضع على قيادتها عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، واصطدمت هذه القوة بقوات الروم، واستطاعت انتزاع النصر وتمزيق قوة العدو، وعادت ببعض الأسرى فاستنطقهم عمرو بن العاص، وعلم منهم أن جيش العدو بقيادة «رويس» يحاول مباغتة المسلمين بالقيام بالهجوم، وعلى ضوء المعلومات الجديدة نظم عمرو قواته. وشن الروم هجومهم، واستطاع المسلمون صده ونجحوا في رد قوات الروم، وبعد ذلك شنوا هجومهم المضاد ودمروا قوة العدو
وأرغموهم [1] التاريخ الإسلامي: 9/ 206. [2] إتمام الوفاء بسيرة الخلفاء: ص 55.
(3) أي: أن لا يخطئ رأيك في، فتوح الشام للأزدي: ص 48 - 51.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 350