responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 172
إن دعوة ابن السنوسي لفتح باب الاجتهاد للقادرين عليه، ومحاربة التقليد المذموم، تعني أنه بذلك حارب اسباب الفرقة الداخلية، كالجهل، واتباع الهوى، والابتداع، فالجهل من أعظم أسباب الوقوع في المحرمات جميعها من كفر وفسوق وعصيان، ومن أعظم الجهل القول على الله بغير علم، وقد جعله الله عز وجل أعلى مراتب المحرمات، وأعلى درجة من الإشراك به سبحانه قال تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها وما بطن والأثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله مالا تعلمون} (سورة الأعراف، آية 33).
إن ابن السنوسي دعا الناس، بأن يأخذوا الحق ويبحثوا عنه من مصدره الصحيح، كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وبين في كتابه النفيس إيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرأن، أن أي حكم لم يقم عليه دليل ولا برهان من وحي الله؛ فإنه باطل مرفوض، وعلاج مرض الجهل بالدواء الناجع ألا وهو العلم بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
إن من أخطر الأمور أن يكون على مقدمة الحركات الاسلامية، قيادة تجهل كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولا تعطي للعلماء أي وزن أو اهتمام، بل تعلم على تهميشهم والنيل منهم، وتجعل من عقولها وأهوائها مصادر للاجتهادات الحركية، والفكرية، والسلوكية، ومن المعلوم أن ماسوى الشرع موزون وليس بميزان، ومحكوم وليس بحاكم [1].
إن كتاب ابن السنوسي ايقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن يدل الباحث على تأثره بالمنهج السلفي ويظهر فيه تأثره بأفكار ابن تيمية الذي ناد قبله بستة قرون بالتمسك بالكتاب والسنة، وحارب التقليد الاعمى والتعصب المذهبي، ويبدو أن اطلاعه على كتب ابن تيمية كان في زمن اقامته في الحجاز، كما تعرّف على آرائه من خلال احتكاكه بدعاة السلفية، من تلاميذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذين تبنوا كتب ابن تيمية وابن القيم، وكتب اهل السنة والجماعة عموماً، ولو قارن الباحث بين كتاب رفع الملام في الأئمة الأعلام لابن تيمية، وايقاظ الوسنان لوجد تأثر الثاني بالأول، ظاهر العيان.

[1] انظر: فقه التمكين، ص245.
نام کتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست