نام کتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 171
التكفير أمر هائل عظيم الخطر لأن من كفّر شخصاً، فكأنه أخبر أن عاقبته في الآخرة الخلود في النار أبد الآبدين، وأنه في الدنيا مباح الدم والمال، ولايمكن من نكاح مسلمة ولا تجري احكام المسلمين لا في حياته ولابعد مماته، والخطأ في ترك ألف كافر أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم امرئ مسلم وفي الحديث (لأن يخطئ الامام في العفو أحب الى الله من أن يخطئ في العقوبة)، فما بقي الحكم بالتكفير إلا لمن صرح بالكفر واختاره دينا وجحد الشهادة، وخرج من دين الاسلام جملة [1].
وذكر ابن السنوسي حكاية لطيفة تدل على ابعاد عميقة لفهم قضية التكفير وهي: أن شخصاً بمصر وقع في عبارة موهمة للتكفير فأفتى علماء مصر بتكفيره، فلما أراد قتله قال السلطان هل بقي أحد من العلماء لم يحضر قالوا نعم (الشيخ جلال الدين المحلى شارح المنهاج)، فأرسل إليه السلطان، فحضر فوجد الرجل في الحديد بين يدي السلطان، فقال الشيخ مال هذا، فقالوا كفر؛ فقال مامستند من أفتى بتكفيره، فبادر الشيخ صالح البلقيني، وقال قد أفتى والدي شيخ الاسلام الشيخ سراج الدين في مثل ذلك بالتكفير؛ فقال ياولدي أتريد أن تقتل مسلماً موحداً يحب الله ورسوله لفتوى أبيك حلوا عنه الحديد؛ فجردوه وأخذه الشيخ جلال الدين بيده وخرج والسلطان ينظر؛ فما تجرأ أحد يتكلم [2].
ثم بعد ذلك دخل ابن السنوسي في الباب الأول، وتحدث فيه على وجوب التمسك بالكتاب والسنة، وبين ان دلالة الكتاب والسنة واحدة، وذكر أدلة وجوب اتباعهما، وتقديمهما على رأي كل مجتهد، وتحدث عن عمل الأصوليين، والمحدثين، والفقهاء بالحديث، وطريقة كل قوم، أما في الباب الثاني؛ فبين حقيقة الاجتهاد وأنواعه، وفيما يشترط في المجتهد من الشروط الوصفية والإيقاعية، ووضح حرمة الاجتهاد مع النص في كل ماعمّ وخص، ورد زعم من قال بإنقطاع ودعو أنه إجماع، وذكر الأدلة الشرعية التي تذم التقليد المذموم، وفنّد دعوة القائلين في انحصار التقليد للأئمة الأربعة. [1] انظر: ايقاظ الوسنان، ص37. [2] انظر: ايقاظ الوسنان، ص37.
نام کتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 171