responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 646
منصوراً فقال الحجّاج: والله لقد هممت أن أروي الأرض من دمك. فقال: إن من في بطنها أكثر ممن في ظهرها [1]، وكان جواب سعيد بن جبير للحجّاج عندما سأله عن رأيه فيه فقال: نعم ظهر منك جور في حد الله وجرأة على معاصيه بقتلك أولياء الله [2].
ـ ومن التجاوزات التي كان العلماء ينكرونها على الحجّاج تأخيره للصلاة عن وقتها، وتأخير الصلاة عن وقتها ليس خاصاً بالحجّاج بل كانت عادة عند بعض خلفاء بني أمية وسار ولاتهم على نهجم ولكن الذي يؤخذ على الحجّاج مع تأخيره الصلاة عدم قبوله تنبيه أحد من العلماء أو إبداء النصح منهم له في ذلك وهذا مأخذ آخر أخذه العلماء على الحجّاج وهو عدم قبوله لقيامهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [3]، ومن ذلك أن الحجّاج أنكر يوماً أن يكون الحسين بن علي رضي الله عنه من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه ابن ابنته فقال له العالم الجليل يحي بن يعمر: كذبت. فقال الحجّاج: لتأتيني على ما قلت ببينة من كتاب الله أو لأضربن عنقك فقال: قال الله ((وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ)) إلى قوله ((وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى)) (الأنعام، الآيتان: 84 و85). فعيسى من ذرية إبراهيم، وهو إنما ينسب إلى أمه مريم، والحسين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الحجاج صدقت، فما حملك على تكذيبي في مجلسي، قال: ما أخذ الله على الأنبياء ((لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ)) (آل عمران، الآية: 187) فنفاه إلى خراسان [4].
ـ ومن تجاوزات الحجّاج الشرعية تطاوله على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوء تعامله مع العلماء، ومرّ معنا معاملته القبيحة لابن عمر، وابن الزبير والسيدة أسماء بنت الصديق رضي الله عنهم جميعاً، فمن ذلك تطاول على عبد الله بن مسعود وهو متوفي رضي الله عنه فقد قال: والله لو أدركت عبد هذيل لضربت عنقه [5] وفي أخرى أنه قال: ابن مسعود رأس المنافقين، لو أدركته لأسقيت الأرض من دمه [6]، وقد علق الذهبي على أقوال الحجّاج في عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بقوله: قاتل الله الحجّاج ما أجرأه على الله كيف يقول هذا في العبد الصالح عبد الله بن مسعود [7] ومن تطاول على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوء أدبه معهم ما حدث منه لكل من أنس بن مالك ـ خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجابر بن عبد الله وسهل بن سعد الساعدي رضي الله عنهم، فقد ورد أنه ختم على كل واحد منهم بختمه المشهور ((عتيق الحجّاج)) أنس وسهل في عنقيهما وجابر في يده ([8]

[1] سير أعلام النبلاء (5/ 63) المعرفة والتاريخ للنسوي (2/ 574).
[2] صفة الصفوة (3/ 45).
[3] أثر العلماء في الحياة السياسية في الدولة الأموية صـ569.
[4] سير أعلام النبلاء (4/ 442).
[5] المستدرك على الصحيحين (3/ 641) تهذيب تاريخ دمشق (4/ 72).
[6] تهذيب تاريخ دمشق (4/ 72).
[7] تهذيب الكمال (12/ 188) أثر العلماء في الحياة السياسية صـ575.
[8] تهذيب الكمال (12/ 188) أثر العلماء في الحياة السياسية صـ575.
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 646
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست