responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 647
أما فعله ذلك بأنس فلأنه بايع ابن الزبير وتولى له البصرة، ولأنه كان يحرص على المشاركة مع ابن الأشعث، لذا ناله ما ناله من أذى الحجّاج ولم ينقذه من إهانة الحجّاج إلا تدخل الخليفة عبد الملك حيث كتب كتاباً وبخ فيه الحجّاج على فعله بأنس وأمره بعدم التعرض له [1]، وأما سهل فقد ورد أن الحجّاج أرسل إليه يقول: ما منعك من نصر أمير المؤمنين عثمان؟ قال: قد فعلت. قال كذبت ثم أمر به فختم في عنقه [2]. وهذه عقدة عند الحجّاج حيث كان متعصباً للأمويين أكثر من تعصبهم لأنفسهم ففي الحين الذي نجد معاوية وعبد الملك توددوا لكثير من الرجال الذين وقفوا ضدهم مع علي أو مع ابن الزبير وعفوا عما سلف منهم واستلوا بذلك ضغائن نفوسهم نجد الحجاج يخالف هذا المنهج السديد فيصر على محاسبة الرجال على ما سالف منهم أيام الفتن فأوغر صدور الكثير عليه وعلى بني أمية بهذا المسلك [3]، وأذكر مثال يوضح الفرق بين نظرة عبد الملك ونظرة الحجّاج للرجال وطريقة التعامل معهم، فقد كان محمد بن الحنفية ممن أمتنع عن مبايعة عبد الملك أو ابن الزبير حتى يجتمع المسلمين على واحد منهما، فلما تم قتل عبد الله ابن الزبير بعث الحجّاج على الفور لابن الحنفية يسأله البيعة ويقول: قد قتل عدو الله، فقال ابن الحنفية: إذا بايع الناس بايعت. قال والله لأقتلنك ومع أن ابن الحنيفة بايع لعبد الملك لما رأى اجتماع كلمة المسلمين عليه، إلا أن الحجّاج استمر في مضايقة ابن الحنيفة، فلما قدم على عبد الملك أكرمه عبد الملك وقضى كل حوائجه، ثم اشتكى إليه سوء معاملة الحجّاج له وكان حاضراً عند عبد الملك فقال: إن هذاـ يعني الحجّاج ـ قد آذاني واستخف بحقي ولو كانت خمسة دراهم أرسل إلى فيها. فقال عبد الملك: لا إمرة لك عليه وطلب منه أن يستل سخيمه ابن الحنيفة ويترضاه [4].
ب ـ سؤ معاملة الحجّاج ونظرته للعلماء:
وقد كان لتجاوزات الحجّاج وسؤ تعامله مع أهل العلم والفضل في مكة والمدينة أثر في عزله عن الحجاز بعدما كثرت الشكوى منه عند عبد الملك، فلما تولى العراق استمر في سوء تعامله فوجد كثير من العلماء المضايقة والشدة منه فضرب بعض العلماء في ولايته وسجن بعضهم ونفي بعض آخر، وقد يظن بعض الكتاب أن هذا الضرب والسجن بل والقتل للعلماء إنما حدث بعد فتنه ابن الأشعث فحسب فيكون تعامل الحجّاج هذا جاء ردة فعل على مشاركة العلماء في هذه الحركة، ولكن الأمر على غير هذا الظن فقد حدثت بعض تلك المضايقات والمعاملة السيئة قبل حركة ابن الأشعث،

[1] المستدرك على الصحيحين (3/ 664) أثر العلماء صـ576.
[2] تهذيب الكمال (12/ 188).
[3] أثر العلماء في الحياة السياسية في الدولة الأموية صـ577.
[4] مختصر تاريخ دمشق (9/ 148) لابن منظور.
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 647
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست