نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 65
في ذرى حلقاء ملساء على ... ذلك المعقل ليست بصدد
معقل من فوقه الله ومن ... تحته المنصور في جيش معد
فارتقى المنصور بالسيف له ... يوم طعن كشآبيب البرد
فإذا مخلد في كف الردى ... موثق الجيد بحبل من مسد
فأبى الله سوى إعجاله ... وعذاب الله للجسم أهد
فنفى عنه أيد ما دنسًا ... كان قد أسرف فيه ومرد
كأديم التيس لما لم يطب ... ريحه جرد منه فانجرد
وحشاه سالخوه سعفًا ... ماليًا ما بين كعب وكند
ثم رقاه على مستحصد ... باسق أجرد ما فيه أود
وبقى مصلوبًا حتى تمزق جلده وأذرته الرياح, وكان ذلك في المحرم سنة 336هـ, وواصل ابنه الثورة مطالبًا بثأر أبيه, فأرسل إليه المنصور قائده زيري بن مناد [1] فقتله, وانتهى أمر أبي يزيد الخارجي وابنه.
لم تكن ثورة أبي يزيد ذات خطة واضحة, ولم تكن لها أهداف لتكوين دولة, حيث إنه استطاع بجيوشه أن يكبل العبيديين خسائر فادحة, وينتزع منهم الملك ويحاصرهم في المهدية, ومع هذا وقف حائرًا فأساء السيرة مع كثير من القبائل, ففقدت الثقة فيه وانفضت من حوله, وإنما الواضح في ثورته الانتقام وسفك الدماء من مخالفيه بطريقة وحشية همجية تدل على قلب حقود لكل من يخالفه, واستغرقت هذه الثورة النارية أربعة عشر عامًا انشغلت بها دولة العبيديين الروافض.
ولعل هذا من سنة الله في تسليط بعض الظالمين على بعض, حيث قتل الألوف من أتباع الطرفين وفقد الأمن والأمان في الشمال الإفريقي.
* * * [1] انظر: تاريخ الفتح العربي في ليبيا, ص (251).
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 65