responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 64
عقيدته وأظهر لهم صداقته, ولما رأى القدرة من نفسه غدر بأهل السنة وخلى بينهم وبين محمد بن عبيد الله يقتلهم ويستبيح نساءهم ويغتصب أموالهم, ولولا أنه خاف أن يقال عنه قتل خلفاءه وأعوانه فينفض الناس من حوله لفعل بأهل السنة الأعاجيب.
ومع ذلك فقد فُضِح أمره وانفض الناس من حوله, وكان أبو يزيد الخارجي قاسي القلب, جبارًا عنيدًا, قال الشيخ طاهر الزاوي: «تدل أفعاله على نبذ الأديان, وعدم احترام الإنسانية, دخل القيروان بعد أن خرب البلاد, وقتل الرجال, وسبى النساء وشق فروجهن, وبقر بطون الحوامل, والتجأ الناس إلى القيروان حُفاة عُراة, ومات كثير منهم عطشًا وجوعًا, وشكا إليه بعض الناس ما حل بالبلاد من خراب, فقال لهم في سخرية واستهزاء: «وما يكون لو خربت مكة والبيت المقدس» [1].
وهكذا إذا غابت العقيدة السليمة, وغاب التصور الصحيح, والمنهج الرباني يصبح الإنسان وحشًا مفترسًا في حروبه لا منهج يلزمه, ولا عقل يمنعه, ولا شرع يوجهه.
إن عقيدة أبا يزيد الخارجي الفاسدة جعلته جبارًا عنيدًا وغادرًا ومفسدًا لا يراعي عهدًا ولا ذمة لأحد, وهذا دليل على انطماس الفطرة, وانغماسه في وحول المستنقعات النتنة البعيدة عن نور الوحيين «كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -».
واستطاع العبيديون الروافض القضاء على ثورة أبي يزيد في زمن إسماعيل محمد المهدي الملقب «بالمنصور» حيث استطاع المنصور أن يوقع بجيوش أبي يزيد خسائر فادحة في الأموال والرجال, وتابعه حتى تمكن منه بعد جهد جهيد وظفر به مثخنًا بجراحه ومات متأثرًا بها, فسلخ المنصور جلده وحشاه تبنًا وصلبه» [2].
وقال العبيديون في هذا الموقف شعرًا نظمه علي بن محمد الأيادي الشاعر:
فارتقى الملعون من خيفته ... في ذرى أعيط عال مُصعد

[1] انظر: تاريخ الفتح العربي في ليبيا, ص (251).
[2] سير أعلام النبلاء (ج15/ 157).
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست