نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 136
وناظرًا للأوقاف [1] , وكذلك كان صلاح الدين فقيهًا درس الفقه الشافعي, وسمع الحديث من أبي طاهر السلفي وغيره, روى الحديث عنه أناس مثل يونس بن محمد الفرقي والعماد الكاتب وغيرهم, ويقال: إنه كان يحفظ القرآن و «التنبيه» في الفقه و «الحماسة» في الشعر [2].
ومثله وزيره الشهير وكاتبه ومستشاره القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي والذي قال صلاح الدين عنه: لم أفتح البلاد بسيفي وإنما برأي القاضي الفاضل, وكان القاضي الفاضل يجمع إلى حنكته السياسية ورعًا فائقًا, فكان كثير الصيام والصلاة وقراءة القرآن, وكان متواضعًا يُكثر عيادة المرضى والإحسان للفقراء, لقد أظهر هذا الرعيل من صنوف المهارات في التخطيط والتنفيذ وحشد مقدرات الأمة وتنظيمة ما هيأها لمجابهة التحديات في الداخل والخارج, ومن أمثلة المهارات والمزايا ما يلي:
الأولى: تكامل القيادات الفكرية والسياسية, فقد أدركت هذه القيادات خطورة الارتجال أو انفراد فريق من القيادات دون الآخر, واعتمدت في القرارات التي تتخذها على آراء العلماء والمختصين, فكان لدى نور الدين مجلس دوري يلتقي فيه القادة والعسكريون مع العلماء المختصين حيث يحتل العلماء المختصون المنزلة الأولى فيه [3].
الثانية: اعتماد الشورى وعدم الانفراد باتخاذ القرارات, ولقد تميزت إدارة نور الدين بالشورى, وتبادل الآراء في كل أمور الدولة, فكان له مجلس فقهاء يتألف من ممثلي سائر المذاهب والصوفية, يبحث في الإدارة والميزانية, فإذا بحث أمرًا يخص الأمة جميعها, أو كان ذا علاقة بالأموال المرصودة لصالح المسلمين جمع أعضاء هذا المجلس وشاورهم فيه, وسأل كل عضو ما عنده من الفقه, ولا يتعدى الرأي الذي يتفق عليه, ومن ذلك ما حدث في قلعة دمشق في 19 صفر عام 554هـ/11 يوليو سنة 1149م حين عقد نور الدين مجلسًا دعا إليه القضاة وكبار رجال الدولة ونفرًا من الأعيان [1] انظر: السبكي, طبقات الشافعية (ج4/ 237). [2] المصدر السابق (ج7/ 34). [3] هكذا ظهر جيل صلاح الدين, ص (225).
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 136