نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 137
وشهود العدالة للنظر في الأوقاف المرصودة للجامع الأموي, وكان شيوخ الجامع فيما مضى قد أدخلوا في أوقاف الجامع عقارات وأعيانًا أخرى داخلة في المنافع العامة, فأحب نور الدين أن يفصل هذه عن تلك, لكي يستخدم أموال المنافع في التحصينات العسكرية في الثغور وبناء سور دمشق لصيانة المسلمين وأموالهم؛ لأن هذا من «أهم المصالح» عند نور الدين, وأقر المجلس رأيًا يخالف ما أراده نور الدين ولم يأذنوا له بصرف فواضل الأوقاف في عمارة الأسوار وعمل الخندق للمصلحة المتوجهة على المسلمين, وأجازوا له أن يأخذ قرضًا من هذه الفواضل يستخدمه في تلك المصلحة على أن يرده من بيت المال, ومع شدة حاجة نور الدين إلى المال لمطالب الحرب وأعمال الدفاع في ذلك الحين فإنه قبل رأي المجلس بنفس راضية, ولم يمس أوقاف الجامع الكثيرة احترامًا للرأي وتكريمًا للدين ورجاله [1].
الثالثة: من المميزات التي ميزت تلك الإدارة هي غلبة المصلحة العامة على الانفعالات والمصالح الشخصية في معالجة المشكلات التي قد تثور بين الأقران.
الرابعة: التفاني في أداء الواجب المقدس بتعاون وتآخ إسلامي رفيع ابتغاء مرضاة الله, وكان تعلقهم بالدين والشرع شيء يدل على تربية عالية, ومن حبهم لدينهم جعل الأمراء والحكام والسلاطين يتخيرون أسماء تدل على ذلك: عماد الدين, سيف الدين, معين الدين, نور الدين, صلاح الدين, أسد الدين, نجم الدين وزين الدين, وكان البويهيون الشيعة من حبهم للدنيا يسمون: عضد الدولة, بهاء الدولة, صمام الدولة.
وكان أمراء وحكام الدولة النورية يحبون الموت في سبيل الله في ساحات الوغى, وإذا تعذر ذلك كتبوا في وصيتهم أن يدفنوا في المدينة النبوية, فعل ذلك جمال الدين الموصلي, وأسد الدين شيركوه, وأخوه نجم الدين والد صلاح الدين [2].
* * * [1] د. حسين مؤنس, نور الدين محمود, ص (405،404). [2] البداية والنهاية (ج12/ 272).
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 137