نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 135
[2] - ثم التدريب العسكري وألف زعيم الدولة الزنكية السلطان نور الدين محمود كتابًا في الجهاد.
وتكاملت جهود العلماء والفقهاء والمربين والقادة والزعماء في داخل مؤسسات الدولة المتعددة, وسعت في تحقيق برامج الدولة النورية السنية.
وبسبب هذا التكامل والوفاق أصبحت الدولة النورية قطبًا جذابًا لجميع العلماء والشيوخ, فهاجروا إليها من كل بقاع العالم الإسلامي, وانضووا تحت لوائها الإسلامي المجيد, وتجاوز عددهم الآلاف, واستفادت الدولة منهم وفق برامجها, وتذكر كتب التاريخ أسماء الآلاف من المدارس ودور القرآن والحديث والأربطة والزوايا التي تضافرت فيها الجهود المذكورة, وأصبحت الدولة الزنكية بقيادة السلطان نور الدين تشرف على كل الخطط والبرامج المرسومة التي بدأت تعطي ثمارها بتغيير البنية القديمة لبلاد الشام, ونشأ جيل التغيير الفعلي, وسيطرت الروح الإسلامية لدى هيئات المجتمع وأفراده, ووجهت نشاطاتهم في جميع ميادين الحياة القائمة, وأصبح التغيير تغيير أمة, وتحققت سنة الله الجارية فيهم [1]: {إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11].
ثانيًا: استطاعت الدولة الزنكية أن تصبغ الإدارة بالصبغة الإسلامية وأن تدمج القيادات السياسية والفكرية بالمفاهيم والأحكام الشرعية.
فكان رجال نور الدين ومعاونوه وقادة جيشه على مستوى راقٍ من العلم والأخلاق, ومن أمثلة ذلك وزيره أبو الفضل محمد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري, فقد كان فقيهًا أصوليًا شغل مناصب مختلفة, منها السفارة والوزارة وناظر الأوقاف وناظر المالية والقضاء, واستمر على ذلك حتى قيادة صلاح الدين [2].
ومنهم عبد الله بن محمد بن أبي عصرون الذي شغل منصب قاضي دمشق [1] انظر: هكذا ظهر جيل صلاح الدين, ص (215 - 217). [2] انظر: السبكي, طبقات الشافعية (ج6/ 188).
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 135