نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 134
ووقف علماء أهل السنة مع الدولة كجنود لها مخلصين, وعظم الخطب على طائفة الإسماعيلية الباطنية العبيدية وأهل التشيع عمومًا, وضاقت صدورهم وهاجوا وماجوا, ثم سكتوا وأحجموا للخوف من سطوة الدولة الزنكية السنية [1]. وكان الفقيه الشافعي قطب الدين الدين النيسابوري الخراساني صاحب القدح المعلي في إحياء السنن في زمن السلطان نور الدين محمود, وكذلك ابن الشيخ أبي النجيب الأكبر البغدادي كان من أعمدة الدولة الزنكية, وانضم إلى النورية من أصبهان شرف الدين عبد المؤمن بن شوردة.
وأوضح السلطان نور الدين سياسة الدولة التعليمية بقوله: «ما أردنا ببناء المدارس إلا نشر العلم ودحض البدع من هذه البلدة وإظهار الدين».
وتبارى الوزراء والقادة والأغنياء والرجال والنساء في إنفاق أموالهم في
بناء المدارس والمؤسسات التعليمية وتوفير الفرصة لأفراد الأمة لدخولها
والاستفادة منها.
وكانت جماهير المسلمين العريضة من العمال والمزارعين والتجار مستهدفة من قبل الدولة الزنكية, فلم تترك إرشادهم وتوجيههم فزرعت في نفوسهم العقيدة والأخلاق والقيم, وكان للتصوف المعتدل بقيادة الشيخ عبد القادر الجيلاني أثر واضح في نفوس الجماهير, واستفادت الدولة الزنكية من الحركة الصوفية الإصلاحية القادرية, فأقامت لهم الأربطة والزوايا, واحترمت شيوخهم واستقدمتهم وهذبت الجماهير وزكتهم وفق خطة الدولة المرسومة, واهتمت الدولة بالإعداد العسكري إلى جانب التعليم والإرشاد والتربية, ودربت كل أتباعها تدريبًا عسكريًا وبثت روح الجهاد في صفوفهم, وكان التدريب يقوم على دعامتين:
1 - الإعداد المعنوي والروحي. [1] انظر: بدر الدين بن قاضي شهبة, الكواكب الدرية, تحقيق: محمود زايد, بيروت: دار الكتاب الجديد, 1971م.
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 134