responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 144
المغول به، حتى أوشك بعضهم أن يدخل عليه خيمته، وهو نائم سكران لا يملك من أمر نفسه شيئاً، مخالفاً بذلك تعاليم الدين الإسلامي من ناحية، وشرف الجندية الذي يلزم القائد وجنده ـ في ميدان الحرب ـ بإعمال العقل والتركيز بدلاً من الوقوع تحت طائلة التخاذل والتشويش من ناحية أخرى [1].
ـ حادثة خادمه قلج وهو فتى خصي جميل الصورة، كان جلال الدين يرعاه فاتفق أن هذا الخادم مات، فأظهر الهلع والجزع عليه ما لم يسمع بمثله وأمر الجند والأمراء أن يمشوا في جنازته رجالة، ومشى بعض الطريق راجلاً فألزمه أمراءه ووزيره بالركوب، فلما وصل إلى تبريز أرسل إلى أهل البلد فأمرهم بالخروج على البلد لتلقي تابوت الخادم، ففعلوا، فأنكر عليهم حيث لم يبعدوا ولم يظهروا من الحزن والبكاء، أكثر مما فعلوا وأراد معاقبتهم على ذلك فشفع فيهم أمراءه فتركهم ثم لم يدفن ذلك الخصي واستصحبه معه حيث سار وهو يلطم ويبكي ثم امتنع عن الأكل والشرب وكان إذا قدم له طعام يقول: احملوا منه إلى قلج ولا يتجاسر أحد أن يقول أنه مات، قتل القائل فكان يحملون إليه الطعام ويعودون ويقولون: إنه يقبل الأرض ويقول: إنني الآن أصلح مما كنت، فلحق أمراءه من الغيظ والأنفة من هذه الحالة ما حملهم على مفارقة طاعته والانحياز إلى وزيره، فبقي حيران لا يدري ما يصنع ولا سيما لما خرج المغول عليه [2]. وأما الوزير فقد انسحب صوب حيزان، فأعاد تعميرها وجاهر بالعصيان فيها وبادر إلى مكاتبة الملوك وإصلاح حاله معهم على أن يملك آران، وأذربيجان بنفسه، ثم يقيم لهم الخطبة فيهما، فكاتب علاء الدين كقيباذ والملك الأشرف باذلا الطاعة لهما وناعتاً سلطانه جلال الدين بالظالم المخذول في كتبه، وقد تمادى الوزير في عصيانه حتى أنه قبض على كل من عبر بحدود قلعته من أصحاب السلطان في أثناء الجفلة من المغول، ووضعهم تحت العذاب ثم استلب أموالهم [3]، بل أنه كاتب حسام الدين قلج أرسلان أكبر أمراء التركمان في آران يأمره بالاحتراز على ما عنده من حرم السلطان وخزائنه، وإنه إن حضر السلطان بنفسه لم يسلمها إليه ([4]
فاضطر جلال الدين إلى مراسلة الوزير واستمالته ومخادعته إلى أن حضر عنده، فلما

[1] المصدر نفسه صـ33، سيرة جلال الدين منكبرتي صـ375.
[2] الكامل في التاريخ (12 ـ 496)، الأتراك الخوارزميون صـ34.
[3] سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي صـ357.
[4] المغول صـ176، الأتراك الخوارزميون صـ35 ..
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست