كان عليه [1] ذمّته وحياطته، وعلى جميع أهل الملّة حفظه وصيانته.
(وأعظم [2] أيضا فيه ما عرفه من ذهاب طائفة من الجهّال إلى الغلوّ في الإمامة وعدولها بالأباطيل عن موجب الحقائق، وصفتها المخلوق بصفة الخالق، وتبرّؤه [3] من الله في [4] ذلك، وانتزاعه من إطلاق اللفظ بحكاية معتقدهم، وبسط لسانه بذكر عنهم، واعترافه إلى الله أنه وأسلافه الماضين، وأخلافه الباقين، مخلوقون اقتدارا ومربوبون اقتسارا، لا يملكون لأنفسهم موتا ولا حياة، ولا يخرجون عن قضيّة الله تعالى. وأنّ جميع من خرج منهم [5] عن حدّ الأمانة [6] والعبوديّة لله عزّ وجلّ، فعليهم لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين، وأنّه قد قدّم إنذاره لهم بالتوبة إلى الله تعالى من كفرهم، ولما يعتمده من الإبقاء على الجماعة، ومن أتى ذلك فيهم، وأقام على كفره فسيف الحقّ يستأصله، ويذكر إبعاده أصحاب الأخبار والسّعايات، وأمانة الناس أجمعين من أهل الملّة والذّمّة على نفوسهم ودمائهم وأولادهم وأموالهم وأحوالهم ما سلكوا الطريق المستقيمة ولم يقصدوا المقاصد الذميمة) [7] فأنس النّاس بسجلّه هذا واستبشروا [به] [8].
[أخت الحاكم تكتب إلى دمشق بالقبض على وليّ العهدقتل وليّ العهد ابن الياس بالسّمّ]
وكانت [9] السيدة أخت الحاكم مع إياسها من أخيها وتحقّقها فقده، بادرت بإنفاذ عليّ بن داوود [10] وهو أحد الأمراء الكتاميين إلى دمشق [1] في (ر) والبريطانية «على». [2] من هنا حتى قوله «الذميمة» مقدار (12) سطرا ليست في (ب). [3] في (ر) «تبريه». [4] في (ر): «من». [5] في (ر): «بهم». [6] في (ر): «الإمامة». [7] حتى هنا ينتهي النقص في (ب). [8] زيادة من البريطانية. وفي (ر): «له». [9] من هنا حتى قوله «المقدم ذكرهم» مقدار (34) سطرا ليست في (س). [10] في (ذيل تاريخ دمشق) 70 «ابن داود المغربي»، وفي (اتعاظ الحنفا 2/ 114) «أبو الداود المغربي».