بملطّفات إلى الأمراء والقوّاد ووجوه الجند بالقبض على وليّ العهد عبد الرحيم بن الياس، فسارع الجماعة إلى ذلك لكراهيتهم [1] له، وحمل مقيّدا وحمل أهله وأنسبائه [2] معه وعدّى [3] به إلى دمياط، واعتقل بها مدّة، ثم دخل إلى مصر، وعند وصوله قلع قيده، واحتيط عليه في القصر مكرّما مبجّلا مدّة وتنغّص [4] إليه الظاهر بشيء من الفاكهة مسموما، فأكل منه ومات،
[هرب عبد العزيز بن الياس إلى ابن مرداس ومن ثمّ إلى الملك باسيل]
وأظهر للناس أنّه قتل نفسه، وفي حين القبض عليه بدمشق هرب ولده الكبير عبد العزيز ابن [5] أخي وليّ العهد أحمد بن الياس [6]، إلى حلّة صالح بن مرداس [7]، وأقاما بها عشرة أشهر، فتلطّف الظاهر في عودتهما، فتخوّفا منه، وهربا إلى بلد الروم ملتجئين إلى باسيل الملك، فأحسن قبولهم [8].
... [1] في (ر) «لكراهتهم». [2] كذا في الأصل، والصحيح «وأنسباؤه». [3] في الأصل وطبعة المشرق 236 «وعدّ»، والتصويب من البريطانية. [4] في الأصل وطبعة المشرق 236 «تنفص»، والتصحيح من (ر). [5] في البريطانية «وابن». [6] في (ر) «أحمد بن الطيب». [7] في الأصل وطبعة المشرق 236 «مراش» والتصحيح من البريطانية. [8] قال ابن القلانسي: «ووصل كتاب وليّ عهد المسلمين عبد الرحمن بن الياس أخي الحاكم إلى القائد بدر العطار في يوم السبت لليلة خلت من جمادى الأولى سنة 410 يأمره بضبط البلد، ووصل بعد ذلك أبو القاسم عبد الرحمن وقيل عبد الرحيم وليّ عهد المسلمين ابن الياس بن أحمد بن العزيز بالله إلى دمشق في يوم الثلاثاء لخمس بقين من جمادى الأولى سنة 410 فنزل في المزّة، فأحسن تلقّيه وبولغ في إكرامه والإعظام له والسرور بمقدمه، وكان ذلك له يوما مشهورا موصوفا. ودخل القصر في يوم الاثنين مستهلّ رجب فأقام فيه إلى يوم الأحد لثمان بقين من شهر ربيع الأول سنة 411 فلم يشعر إلاّ وقوم قد جرّدوا إليه من مصر فهجموا عليه وقتلوا جماعة من أصحابه وساروا به في يوم الجمعة لثلاث بقين من شهر ربيع الأول، وعاد بعد ذلك إلى دمشق في رجب سنة 412 ونزل في القصر. وأكثر الناس في التعجّب من اختلاف الآراء في تدبير هذه الولايات وتنقّل الأغراض والأهواء فيها، ولم يشعروا وهم يتعجّبون من هذه الأحوال واستمرار الاختلال إلاّ وقد وصل من مصر المعروف بابن داود المغربيّ على نجيب مسرع ومعه جماعة من الخدم في يوم الأحد في يوم عرفة بسجلّ إلى وليّ عهد المسلمين المذكور، ودخلوا عليه القصر، وجرى بينه وبينهم كلام طويل، إلاّ أنهم أخرجوه من القصر وضرب وجهه، وأصبح الناس في يوم العيد لم يصلّوا صلاة العيد في =