[سنة 403 هـ.]
[وفاة ابن نسطورس وتعيين ابن طاهر للنظر في الأمور]
ومات الشافي زرعة بن عيسى بن نسطورس النصراني في [يوم الاثنين لاثني عشر ليلة خلت من صفر] [1] سنة ثلاث وأربعمائة [2]، وكان حسن السيرة، محمود الطريقة، محبوبا من سلطانه وسائر جنده وكتّابه، ونصب في النظر للأمور بعده الحسين بن طاهر [3] الوزّان يوم الثلاثاء حادي عشر [ليلة بقيت من شهر] [4] ربيع الأول من السنة، ولقّبه بعد ذلك بأمين الأمناء، وقتل يوم الإثنين حادي عشر [ليلة خلت من] [5] جمادى الآخرة سنة خمس وأربعمائة [6].
= «ومنع من بيع العنب وألاّ يتجاوز في بيعه أربعة أرطال، ومنع من اعتصاره، فبيع كل ثمانية أرطال بدرهم، وطرح كثير منه في الطرقات، وأمر بدوسه، ومنع من بيعه البتّة، وغرّق ما حمل منه في النيل. وبعث شاهدين إلى الجيزة فأخذ جميع ما على الكروم من الأعناب وطرحت تحت أرجل البقر لدوسه، وبعث بذلك إلى عدّة جهات. وتتبّع من يبيع العنب، واشتدّ الأمر فيه بحيث لم يستطع أحد بيعه، فاتّفق أن شيخا حمل خمرا له على حمار وهرب، فصدفه الحاكم عند قائلة النهار على جسر ضيّق، فقال له: من أين أقبلت؟ قال: من أرض الله الضيّقة. فقال: يا شيخ، أرض الله ضيّقة؟ فقال: لو لم يكن ضيّقة ما جمعتني وإيّاك على هذا الجسر، فضحك منه وتركه». وانظر: الدرّة المضيّة 285. [1] ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. [2] قال المقريزي: «وهلك زرعة بن عيسى بن نسطورس من علّته في ثاني عشرة، فكانت مدّة نظره في الوساطة سنتين وشهرا، فتأسّف الحاكم على فقده من غير قتل، وقال: ما أسفت على شيء قطّ أسفي على خلاص ابن نسطورس من سيفي، وكنت أودّ ضرب عنقه، لأنه أفسد دولتي وخانني ونافق علي، وكتب إلى حسان بن الجرّاح في المداجاة عليّ، وأنه يبعث من يهرب به إليه». (اتعاظ الحنفا 2/ 93). وانظر عنه: الإشارة إلى من نال الوزارة 28، والمغرب في حلى المغرب 355. وكان لزرعة أخ يدعى سليم، ولسليم ابن يدعى منجا ويكنى أبا منصور الكاتب. أسلم وسكن صور فنسب إليها. وسمع الحديث من أبي محمد بن جميع الصيداوي بصيدا، وروى عنه غيث بن علي الأرمنازي في صور سنة 461 هـ. (تاريخ دمشق-مخطوطة التيمورية-1/ 278 في الحاشية (85). [3] في الأصل وطبعة المشرق «ظاهرة»، وما أثبتناه عن: المغرب في حلى المغرب 355، والإشارة إلى من نال الوزارة 29، والدرّة المضيّة 286. [4] ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. [5] ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. [6] الدرّة المضيّة 289، المغرب في حلى المغرب 355، والإشارة 29، واتعاظ الحنفا 2/ 94 و 108.