نام کتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 83
بالكتائب أضرب بعضها ببعض [1]. وروي أنه بكى على نفسه يوم مرج راهط [2] وقال: أبعد ما كبرت وضعفت صرت إلى أن أقتل بالسيوف على الملك [3] وفي رواية عن مالك قال: قال مروان: قرأت كتاب الله منذ أربعين سنة, ثم أصبحت فيما أنا فيه من إهراق الدماء, وهذا الشأن [4]. إن ندم مروان في مثل هذا الموقف وبعد أن تحقق له النصر, وتأكدت له طرق الحكم, وتمهدت له سبل الوصول إلى غايته, لدليل قاطع على ما كان يجيش به قلب مروان من عامل الخير, لقد كان هذا النصر جديرًا أن ينسيه كل منغصات الحياة, وكان فوزه بالخلافة حقيقًا بأن ينفي عنه كل ما يسبب له الندم, ويعكر له الصفو, فما بال مروان يندم وهو في هذه الظروف التي تزيل الهم عن النفس وتبعد الندم [5] لطالبي الملك والزعامة والسلطان؟ !
وأغلب الظن أنه تورط في طلبه للخلافة, ودفعه إلى هذا المستنقع الآسن أناس لهم مصالح دنيوية لا تخفى, فشعر بوخز الضمير, وخاف على نفسه من سوء الخاتمة بعد أن ولغت يداه في دماء المسلمين من أجل الحطام الزائل.
ثالثًا: ضم مصر إلى الدولة الأموية ومحاولة إعادة العراق والحجاز
مكّن انتصار مروان في معركة مرج راهط لدولته في الشام فبسط نفوذه عليها, وكانت خطوته التالية هي المسير إلى مصر لاستردادها من عامل ابن [1] تاريخ الطبري (6/ 474). [2] البداية والنهاية (11/ 676). [3] نفس المصدر السابق. [4] سير أعلام النبلاء (3/ 479). [5] الأمويون, محمد الوكيل (1/ 307).
نام کتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 83