نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 139
واستشار الأتابك أياز أتباع السلطان ملكشاه بن بركيارق فيما يفعله مع السلطان محمد، فاستقر بهم الرأي على قتاله ومنعه من السلطنة ولكن وزيره الصفي أبا المحاسن، أشار عليه بالصلح مع السلطان محمد وتسليمه السلطنة، فأرسل أياز وزيره الصفى أبا المحاسن إلى السلطان محمد طلباً للصلح، وتسليمه السلطنة، واعتذاره عما بدر منه، وطلب العهد والأمان لملكشاه بن بركيارق ولنفسه وللأمراء الذين معه, وأجاب السلطان محمد الأمير أياز إلى ما التمسه منه [1]، وكان الذي أخذ البيعة بالصُّلح إلكيا الهراس مدرس النظامية [2]، فهذا الفقيه لم يقف أمام تلك الصراعات الدامية التي كانت تهدد كيان الدولة الإسلامية آنذاك موقف المتفرج، وإنما كان له دور كبير في فض كثير من المنازعات القائمة بين الحكام والملوك في بعض البلدان الإسلامية حرصاً على تماسك المسلمين ووحدتهم، وقد نجح بالفعل إلى حد كبير في الصلح بين ملكشاه بن بركيارق وعمه السلطان محمد [3]، وأصبحت السلطنة لمحمد دون منازع وخطب له في سنة 498هـ، يقول ابن كثير فيمن توفي من الأعيان عام 498هـ: بركيارق بن ملكشاه ركن الدولة السلجوقي، خطب له ببغداد سِتَّ مرات وعزل عنها ست مرات وكان عمره يوم مات أربعاً وعشرين سنة وشهوراً وقام من بعده ولده ملكشاه، فلم يتم أمره بسبب منازعة عمه محمد له [4]. وقال الذهبي: وكان بركيارق شاباً شهماً شجاعاً لعاباً، فيه كرم وحلم، وكان مدمناً للخمر، تسلطن وهو حدث، له ثلاث عشرة سنة، فكانت دولته في نكد وحروب بينه وبين أخيه محمد، يطول شرحها وهي مذكورة في الحوادث ...
مات بعلة السلَّ والبواسير، وكان في أواخر دولته قد توطَّد ملكه وعظم شأنه ولما احتضر، عهد بالأمر من بعده لابنه ملكشاه بمشورة الأمراء، فعقدوا له، وهو ابن خمسة أعوام [5] وقد تولى محمد بن ملكشاه وحكم أكثر من ثلاثة عشر عاماً عمت الفوضى في أثنائها جميع أنحاء الدولة فضعف الشرق الإسلامي أمام الصليبيين في بلاد الشام وأمام القوات الأخرى المعادية في جوف الدولة الإسلامية وأهمها الطائفة الإسماعيلية [6]. وانقسمت الدولة السلجوقية بعد وفاة بركيارق وأصبح كل جزء من الدولة السلجوقية تابعًا لوالٍ مستقل، فالأجزاء الشرقية تخضع لحكم سنجر، والأجزاء الشمالية تخضع لحكم أخيه محمد, وبلاد الشام تحت سيطرة أبناء تتش، وآسيا الصغرى تحت حكم أبناء سليمان ابن قتلمش, [1] الدولة السلجوقية في عهد السلطان سنجر، ص 70. [2] البداية والنهاية (16/ 188). [3] دور الفقهاء والعلماء المسلمين في الشرق الأقصى في الجهاد ضد الصليبيين، ص 83. [4] الشرق الإسلامي قبيل الغزو المغولي، ص 56. [5] سير أعلام النبلاء (19/ 196). [6] الشرق الإسلامي قبيل الغزو المغولي، ص 56.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 139