نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 138
صدقة بن مزيد [1] وأرسل بركيارق إلى الخليفة العباسي المستظهر بالله الرسل حاملة شروط وقواعد الصلح بينه وبين أخيه محمد، فما كان من الخليفة إلا أن أجابه وأمر بإقامة الخطبة لبركيارق سنة 497هـ [2]. وقد عين بركيارق سنجراً والياً على خراسان، لما يتمتع به من هيبة كبيرة وخبرة بقواعد وقوانين السلطنة والحكم في البلاد مما جعل حكمه يستمر واحدًا وستين عاماً، منها عشرون عاماً ملكاً على خراسان من قبل أخيه بركيارق، وواحد وأربعون عاماً سلطاناً للسلاجقة [3]، ومن هنا يتبين أنه بعدما طالت الحروب والنزاعات من أبناء السلطان ملكشاه، وما ترتب على ذلك من ويلات لتلك الحروب من سفك الدماء، والدمار والخراب الذي عم البلاد وانتشر بسبب النزاع على عرش السلطنة، مما أدى إلى ضعف وتفكك السلاجقة -أدرك الإخوة المتصارعون ما عم البلاد من خراب فتداعوا إلى الصلح [4].
رابعاً: وفاة بركيارق وتولى محمد بن ملكشاه السلطنة:
توفى السلطان بركيارق في سنة 498هـ ببروجرد [5] على أثر مرض أصابه، وقد عين السلطان بركيارق قبيل وفاته ابنه ملكشاه ولياً لعهده، وكان طفلاً صغيراً لم يبلغ الخامسة من عمره آنذاك, ولذلك عين الأمير أياز [6]، أتابكًا له، وسار الأمير أياز وبرفقته ملكشاه بن بركيارق إلى بغداد ونال موافقة الخليفة العباسي المستظهر بالله بإقامة الخطبة له في بغداد ولقبه بلقب جلال الدولة [7]، وكان السلطان محمد وقتذاك قد توجه إلى الموصل يخبره بأن الموصل من الأقاليم التي دانت له بعد الصلح بينه وبين أخيه السلطان بركيارق، وما كان من جكرمش إلا أن رفض تسليمها إياه مدعياً بأن ما وصل إليه من كتب السلطان بركيارق بعد الصلح تأمره ألا يسلمها إلى غيره، ولما وصل الخبر بوفاة السلطان بركيارق إلى جكرمش لم يكن أمامه مفر من أن يبذل الطاعة للسلطان محمد، وأن يسلم الموصل له [8]، وقد أسرع السلطان محمد إلى بغداد بعد أن أقيمت الخطبة بها لملكشاه بن بركيارق ودخلها من الجانب الغربي وخطب له في مساجد هذا الجانب، بينما كانت الخطبة قائمة باسم جلال الدولة ملكشاه بن بركيارق في الجانب الشرقي ومن ثم أصبح هناك سلطانان في وقت واحد ([9])، [1] الدولة السلجوقية في عهد السلطان سنجر، ص 66. [2] تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي (4/ 41، 42). [3] السلاجقة في التاريخ والحضارة، ص 114. [4] الدولة السلجوقية في عهد السلطان سنجر، ص 66. [5] بروجرد: مدينة حسنة عرضها أكثر من طولها بنحو نصف فرسخ من مدن إقليم الجبال. [6] من مماليك السلطان ملكشاه وقد جعله بركيارق أتابكا لابنه. [7] الحياة السياسية ونظم الحكم في العراق، ص 204. [8] دول الإسلام, ص 227. [9] الحياة السياسية ونظم الحكم في العراق، ص 205.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 138