نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 116
وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59]. كما أن خصومي سوف يفترون عليّ عند السلطان بما لا علم لي به وينزلون قدري وحرمتي لديه، كما يشهرون أعمالي على الناس بالسوء والشناعة وإن كانت حسنة حتى يقضوا على سمعتي وذكرى الحسن، وإذا قدمت على السلطان ومثلت بين يديه مع وجود «نظام الملك» وخصومته لي وما عمله معي من الظلم، وما سيعمله غير مبال بكل ذلك مضافاً إلى التزام السلطان بمتابعة بني العباس، وعدم مخالفته أوامرهم ونواهيهم ومع علمه بسعيهم الحثيث في طلبي والقبض عليّ حتى ذهبت إلى مصر ولم يظفروا بي في الطريق رغم كثرة رسلهم خلفي وجواسيسهم عليّ حتى خدعوا أمير الجيوش وأقنعوه بالأموال ليقصدني ولولا عناية المستنصر بالله الخليفة الحق لكنت من الهالكين .. وأخيراً ..
وأخيراً أرسلني أمير الجيوش إلى الإفرنج من طريق البحر لأدعو الكفار إلى الحق، وبفضل الله نجوت أيضاً من تلك الورطة، ثم توجهت إلى العراق بعد جهد جهيد وبعد تلك المشقات والزحمات, وكان بنو العباس لم يزالوا ساعين في طلبي [1] واليوم وقد بلغت هذا المقام وأظهرت دعوة الخلفاء العلويين وحصلت على عدد من المجتمعات في طبرستان وقهستان والجبال واجتمع حولي كثير من الأحباب والمؤنسين والشيعة والعلويين حتى أصبح بنو العباس يخشون جانبي ويخافون سطوتي، وإذا ما تغير مزاج السلطان عليّ وسعى في قصدي لإمكان طلب العباسيين إياي منه لا يعلم ماذا سيكون وماذا سيحدث، وإذا حدث شيء على أي نوع كان فإنه لا يخلو من شناعة إذ لو أجابهم السلطان إلى طلبهم فإنه لا يعذر في شرع المروءة والإنصاف وإن لم يجب التماسهم تقوّل عليه بعض الجهال ونالوا منه وامتد على السلطان لسان التشنيع وقيل فيه: «ما هذه الغاشية التي تحملها السلطان منهم وما هو عدم تسليمه حسن صباح لهم» [2]. ومن المحتمل أيضاً أن تحصل بينهم المقاومة والنزاع وفي الأخير لا تعلم نهاية الأمر. وأما حديث «سرسنك» وأمركم بأنه لو كان برجاً من بروج السماء .. فإن أهالي سرسنك يعتقدون ويثقون من قول الدهر الحق [3]، بأن هذا البرج لا يخرج من أيديهم إلى زمن بعيد ومدة قصيرة لأنه يتعلق بعناية الله تعالى، والآن وأنا قابع في هذه الزاوية عاملاً بكل فرض وسنة أرجو وأطلب من الله تعالى ورسوله أن يهتدي السلطان وأركان دولته إلى طريق الصواب، وأن يرزقهم الله دين الحق وأن يرفع فسق بني العباس وفجورهم عن الناس [4]. [1] نظام الملك، ص 612. [2] فقد ورد في حوادث سنة 458هـ أن السلطان «ألب أرسلان» ولي ابنه ملكشاه وحمل بين يديه الغاشية. دول الإسلام (1/ 407). [3] المقصود هنا: هو المستنصر بالله الخليفة الفاطمي في مصر. [4] نظام الملك، ص 613.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 116