responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 117
وفي هذه الرسالة محاولة من حسن الصباح لزعزعة ملكشاه في معتقده في البيت العباسي والخلافة العباسية وحشد لها أكاذيب وأباطيل، كما أراد أن يضعف العلاقة بين ملكشاه ونظام الملك وعمل على التأثير الفكري والعقائدي على السلطان نفسه, ولا ندري مدى تأثير هذه الرسالة على ملكشاه وإن كان ابن الجوزي ذكر عن ابن عقيل؛ أن السلطان ملكشاه، كان قد فسدت عقيدته بسبب معاشرته بعض الباطنيّة، ثم تَنَصَّل من ذلك ورجع إلى الحق [1]، وهذا يظهر خطورة الدعوات الباطنية الباطلة على حكام المسلمين والنخب وإن كانوا صالحين ما لم يتحصنوا بعقيدة أهل السنة والجماعة ويتواصلوا مع العلماء الربانيين، كما أننا نلاحظ أثر الرسائل في دعوة الآخرين والتأثير عليهم سلباً أو إيجاباً, والذي يبدو أن هيبة الخليفة والخلافة العباسية قد زالت من نفس السلطان ملكشاه، فقد عزم على نفي الخليفة من بغداد, وسيأتي بيان ذلك في محله بإذن الله.
9 - دولة الإسماعيلية في إيران:
لم يكد الحسن الصباح يستولي على قلعة ألموت حتى بادر بالاستيلاء على القلاع المجاورة، فأطلق دعاته لتحقيق هذا المأرب [2]. ولم يمض وقت طويل حتى كان الصباح قد استولى على المنطقة الواقعة جنوبي بحر قزوين برمتها بعد أن سيطر دعاته على القلاع المتناثرة في أرجائها، والتي تبلغ نحو الستين قلعة، كانت هذه القلاع تقع في الغالب وسط وديان صالحة للزراعة وبالقرب من موارد ثابتة للمياه، فالملاحظ أن القلاع الرئيسية في أراضي الإسماعيلية كانت تقع بالقرب من نهر «شاهرود» وفروعه [3]، وكانت القلعة تكون وحدة اقتصادية عسكرية مستقلة بذاتها، يعيش أهلها معتمدين على أنفسهم في زراعة الأرض والدفاع عن القلعة وما حولها في مواجهة أي غزو أو اعتداء، ولقد كان للوفرة والتنوع الذي امتازت به المحاصيل التي يمكن أن تزرع في هذه المنطقة أكبر الأثر في تحقيق استقلالها وتكاملها الاقتصادي, وكانت المحاصيل تزرع في الأرض المحيطة بالقلاع، ويبدو أن الإسماعيلية كانوا يضطرون إلى التحصن بقلاعهم في أثناء الحملات التي كان يشنها عليهم أعداؤهم ويتركون الأراضي المزروعة حول القلعة دون حماية مما كان يعرض محاصيلهم ومزروعاتهم للنهب والغارة والتلف، ولكن ذلك لا يعني أن هذه القلاع كانت تعيش في معزل عن بعضها البعض أو يحكمها مقدموها دون رقيب أو معقب، وإنما كانت كل واحدة من هذه القلاع تكون وحدة محلية تابعة للسلطة المركزية في قلعة ألموت، فقد كان رؤساء هذه القلاع يتبعون

[1] البداية والنهاية (16/ 133).
[2] دولة الإسماعيلية في إيران، محمد السعيد، ص 95.
[3] دولة الإسماعيلية في إيران، ص 95.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست