نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 110
عبارات يلبسونها ثوب الخداع ويتسترون على حقيقتها، ويقدمون لبعضهم وعوداً مختلفة عن الوعود التي يقدمونها للبعض الآخر من أجل جمع كميّة من المؤيدين [1]، ويقول الغزالي عن الحركة الباطنية ودراسة دعاتها لطبائع الناس وميولهم ووضع الخطط المناسبة لكسبهم ومخاطبتهم بما تشتهي أنفسهم: فإن رآه مائلاً إلى الزهد والتقشف دعاه إلى الطاعة والانقياد واتباع الأمر من المطاع وزجره عن اتباع الشهوات وندبه إلى وظائف العبادات، وتأدية الأمانات؛ من الصدق وحسن المعاملة، والأخلاق الحسنة، وخفض الجناح لذوي الحاجات, ولزوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وإن كان طبعه مائلاً إلى المجون والخلاعة قرر في نفسه أن العبادة بله وأن الورع حماقة وأن هؤلاء المعذبين بالتكاليف مثالهم مثال الحمر المعناة بالأحمال الثقيلة، وإنما الفطنة في اتباع الشهوة ونيل اللذة وقضاء الوطر من هذه الدنيا المنقضية التي لا سبيل إلى تلاقي لذّاتها عند انقضاء العمر [2] .. إلخ.
هـ- استمالة بعض رجالات الدولة والتنسيق معهم: من الأساليب التي اتبعتها هذه الحركات في محاولة السيطرة على الدولة العباسية، كسب بعض ذوي النفوذ من الأمراء والقّواد والأعاجم المحبين للسلطان والسيطرة من غير اعتبار لمبدأ أو دين, ومن أمثلة ذلك ما قام به المؤيد هبة الله الشيرازي من استهداف مقدم الأتراك أبي الحارث البساسيري بالدعوة الفاطمية وقد كان هذا المقدم يشغل آنذاك منصب رئيس الأتراك في عهد الخليفة القائم وقد تلقى دعمًا ماديًّا وعسكريًا للسيطرة على العراق [3] وقد مر ذكر فتنته.
و - استخدام الإرهاب والعنف: ومن أساليبها استخدام الإرهاب والهجمات المسلحة ضد الخصوم [4]، فسوف نرى بإذن الله أعمالهم الوحشية في هذا المضمار.
7 - رسالة السلطان جلال الدين ملكشاه إلى حسن الصباح: كانت سياسة ملكشاه تجاه حركة حسن الصباح تتراوح بين المهادنة لهم حيناً، ومقاومتهم حيناً آخر، فعندما استولى الحسن الصباح على قلعة ألموت في عام 483هـ وانتشر فدائيوه يغتالون الآمنين، أرسل له ملكشاه الإمام أبا يوسف يعقوب بن سليمان وكان فقيهاً عالماً بالأصول على مذهب أهل السنة لمناظرتهم، ولكن يبدو أن هذه المناظرة لم تحقق الهدف الذي تطلع إليه ملكشاه من محاولة إقناعهم بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن ثم لجأ إلى العمل المسلح فأرسل الأمير أرسلان طاش سنة 485هـ فحاصر قلعة ألموت، ولكن هزم، كما أرسل في العام ذاته أحد قواده فحاصر قلعة «ديرة» وهي مركز آخر من مراكزهم, ويبدو أن الباطنية التابعة لحسن [1] التسلل الباطني في العراق، ص 158. [2] المصدر نفسه، ص 159. [3] المصدر نفسه، ص162، 163. [4] المصدر نفسه، ص 164.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 110