نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 133
الوقوف في وجه العواصف الهوج، ففوت بعمله ذاك الفرصة على يصلتين الذي كان يرمي إلى القضاء على جيش عبد المؤمن بفعله ذاك والقي القبض على يصلتين وقتل في سبتة عام 546هـ بتهمة الخيانة العظمى.
وفي عام 549هـ حاول أخو بن تومرت، عيسى وعبد العزيز في مدينة مراكش القيام بثورة على عبد المؤمن والاستيلاء على مقاليد الحكم إلا أن المخلصين من انصار عبد المؤمن واهل مراكش افشلوا تلك المحاولة الفاشلة وكان عبد المؤمن بعيداً عن مراكش في سلا، وقبض على المتآمرين وكان تعدادهم الثلثمائة شخص وقتلوا جميعاً واعدم اخوا بن تومرت وفي عام 555هـ حاول بيت بن تومرت اغتيال عبد المؤمن إلا أن تلك المؤامرات اهبطت في مهدها وشعر عبد المؤمن بضرورة جلب قبيلته لحمايته من المؤامرات المتكررة، فأنفذ الأموال إلى زعماء قبيلته وأمرهم أن يأتوه ركباناً ويركبوا معهم كل من تجاوز سن الحلم من أبناء القبيلة.
وقد وصل رجال قبيلة كومية سنة 557هـ إلى مراكش في تعداد تجاوز الاربعين ألفاً وفرح بهم عبد المؤمن فرحاً عظيماً وأنزلهم في مراكش واعطاهم الدور ووزع عليهم البساتين، وجعل منهم حرسه الخاص الذي يقف بين يديه في جلوسه ويحيط به في تسياره وبذلك اطمئن على نفسه على حكم ابنائه من بعده.
إن الخطوات التي اتخذها عبد المؤمن من ابعاد قبائل المصامدة وشراء خدمات قبائل بني هلال، واسناد أمر الحماية إلى قبيلته كومية، والقضاء على تنظيم ابن تومرت في الطبقات جعل من الموحدين خدماً لمصلحة فرد وأطماعه المادية بعد ان كانوا يخدمون فكرة ويدافعون عن مبدأ، ففقدت نفوسهم تلك الروح المتوثبة والحماس الشديد في سبيل تقدم الدولة ونجاح الدعوة.
إن مسلك عبد المؤمن في جعل الحكم وراثياً ساهم في ايجاد تنافس شديد
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 133