نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 132
أخضعت بحد السيف. وتدخل هذه القبائل في مثل هذا الموضوع، يثير الشك بأن الخليفة عبد المؤمن هو الذي أوحى لها بأن تثير وتلح عليه.
والنقطة الثانية، هي أن الموحدين وأشياخهم لما أن جمعهم الخليفة في حضرته، وعرض عليهم رغبة قبائل هلال وصنهاجة والقبائل الشرقية في أن يتولى ابنه محمد الحكم بعده، بينوا أنهم أولى من غيرهم في اقتراح مثل هذا الأمر وأنهم أولى بعقد النية والعزم عليه. والحقيقة أن تغيير نظام الطبقات جعل عبد المؤمن السيد المطاع بلا منازع في دولة المرابطين ولذلك بادروا وسارعوا بالموافقة لما أراد وتقديم البيعة لولي عهده، النقطة الرابعة: يبدو أن أبا حفص عمر بن يحيى وجد نفسه أمام أمر الواقع ولذلك بادر باظهار الرضى عن هذه البيعة وكان أول المبايعين لابن عبد المؤمن وتنازل أمام ضغط الواقع عن حقه الطبيعي لعبد المؤمن في الحكم.
وهكذا استطاع عبد المؤمن أن يجعل الحكم وراثياً في عقبه وبذلك يكون انحرف عن تعاليم ابن تومرت في قضائه على الطبقات وجعل الحكم وراثياً.
وبهذا الفعل ثارت حفيظة الكثيرين من الموحدين مما دفع بعضهم بالثورة عليه ومن الطبيعي أن يكون أهل بن تومرت أول المعارضين لعبد المؤمن ولذلك قامت خيانات في الجيش الموحدي بقيادة يصلتين بن المعز الذي انفصل بجيشه في معارك الموحدين مع العرب في المغرب الأوسط مما سبب في انتصار بني هلال على جيش ابن واندوين والقضاء على أغلبه، وقتل قائد الجيش الموحدي في المعركة. وطمع بنو هلال أثر هذا الانتصار في الموحدين الذين اهتزت روحهم المعنوية لهذه الهزيمة. ولكن عبد المؤمن بقدرته العسكرية الفذة استطاع أن يهزم تلك القبائل وأن يحافظ على وحدة الجيش الموحدي وارتفاع روحه المعنوية، وظهر للموحدين بمظهر الرجل الفذ القادر على
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 132