نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 131
الجملة والتفصيل، ونلقي إليهم حديث القوم المذكورين، بأتم وجوه الالقاء والتوصيل فكان ذلك على ما أقصد وذكروا في الأمر على ما أتوخى فيه واعتمد. وعرفوا بأن ذلك ليس مما بنى عليه ولا مما اعتقد ... وتقدمهم الشيخ الأجل أخونا أبو حفص عمر بن يحيى - أعزه الله بتقواه - هذا أمر نحن بتقديمه وأعلم بوجوبه ولزومه وأولى بتأميره علينا وتحكيمه. ونحن السابقون إلى مبايعته على حدود الشرع ورسومه. فهو مختارنا للدين والدنيا وسؤلنا المأمول للحياطة والرعيا .. وقال أكثر الحاضرين من الأشياخ والطلبة والعمال ومن أعلم به من الطلبة والفقهاء ومن جرت مذاكرته في مثل هذه الآراء: هذا أمر في ضمائر أكثر معقود وفي نفوس جمهورنا موجود وهو الذي ليس عليه من آمالنا مزيد ... وابتدأها الشيخ الأجل أبو حفص المذكور بيمناه، قصد اعتقادها على أكرم وجه وأسناه، وتتابع الأشياخ والطلبة بعده على درجاتهم وسرى النعيم بها في أبشارهم ومناتهم، وباشرها من حضرها من القبائل الموحدين وسائر اخوانهم المؤمنين قبيلاً بعد قبيل" [1].
يتبين لنا من هذه الرسالة نقاط أولها أن عبد المؤمن يبعد عن نفسه شبهة التفكير في تولية أحد أبنائه لخلافته في الحكم.
وثانيها أن هذه الفكرة إنما أثارتها قبائل هلال وصنهاجة والقبائل الشرقية. وهي التي لم تكتف باثارة الموضوع، بل وألحت عليه. ومسألة تعيين الحاكم أو الخليفة في دولة الموحدين، ليست من الأمور البسيطة التي يمكن لمثل هذه القبائل أن تبدي رأيها عنها وتتدخل فيها. فهي مسألة حساسة وتمس الحركة الموحدية في جوهرها فالواجب أن يثيرها الموحدون أنفسهم لا هذه القبائل التي [1] انظر: سقوط الموحدين ص (62)
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 131