نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 127
وإلى أي زمن تلا ذلك، فاتحاً الباب لكل من يطيع الموحدين لأن ينتظم في سلك الطبقة الثالثة.
ثم أن عبد المؤمن لما أن افتتح المغرب الأوسط وأدخله في دولة الموحدين، بعد أن قضى على امارة بني حماد فيه، قام بمحاربة قبائل بني هلال، الذي وقفوا في وجهه. وتمكن الموحدون من هزيمتهم في أكثر من موقعة وأرغموهم على الخضوع والطاعة. وبدلاً من أن يقوم عبد المؤمن بالانتقام من هذه القبائل وزعمائها، نجده ينقل معه ألفاً من كل قبيلة منهم وينزلهم بالمغرب الأقصى كما قام في نفس الوقت برد الأموال والحرم التي غنمت من تلك القبائل ومنحهم جزيل العطاء. وعن هذه الأحداث يذكر البيذق قائلاً: "وأما ما كان من أمر غنائم العرب وسبيها، فترك منها أمير المؤمنين في فاس ومكناسة وفي سلا وحمل مع نفسه سلاطينهم إلى مراكش وعيالهم وهم: ديفل بن ميمون وحباس بن الرومية وابن الزحامس وابن زيان، وأبو قطران، وأبو عرفة، والقائد ابن معرف. فهؤلاء الملوك رد لهم الخليفة عيالهم وأعطاهم المال وصرفهم إلى بلادهم. فقالوا للخليفة تأمرنا بالرجوع إليك. فقال لهم الخليفة مجاوباً لهم نحن نصل إليكم وردهم كافة بنسائهم حملها لهم القبائل وكان ذلك في عام 547هـ" [1].
هذا بالاضافة إلى أن الخليفة بعد غزوته للمغرب الأدنى، أحضر معه الكثير من قبائل العرب وأنزلهم بالمغرب الأقصى. وهو في الواقع قام بهذا العمل، ليبعد شر هذه القبائل عن افريقية والمغرب الأوسط ويجعلها في متناول يده، [1] البيذق اخبار المهدي ص (116)
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 127