نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 77
إلى الفقه، اللابسون جلود الضأن على قلوب السباع، المُزيِّنون لأهل الشرِّ شرهم، الناصرون لهم على فسقهم» [1].
ولا ننسى دور العلماء الربَّانيين الذين قاموا بجمع شتات الأمة الممزق, وبذلوا وسعهم فى ذلك من أمثال أبى الوليد الباجي، وأبى مُحَمَّد بن حزم، وأبى إسحاق الإلبيرى وغيرهم، عليهم رحمة الله وبركاته.
سابعًا: عدم سماع ملوك الطوائف لنصح العلماء:
لقد بذل مجموعة من العلماء جهدًا مشكورًا لتوحيد صفوف المُسْلِمِين وتصدَّى أبو الوليد الباجى لهذه المهمة بنفسه بعد عودته من المشرق الإسلامي، «فرفع صوته بالاحتساب، ومشى بين ملوك أهل الجزيرة لصلة ما انبت من تلك الأسباب، فقام مقام مؤمن آل فرعون، ولكنَّه لم يصادف أسماعًا واعية، لأنَّه نفخ فى عظام نخرة، وعطف على أطلال داثرة، بَيْدَ أنه كُلَّما وفد على ملك منهم فى ظاهر أمره لقيه بالترحيب، وأجزل حظه فى التنافس والتقريب، وهو فى باطن يستجهل نزعته ويستثقل طلعته، وما كان أفطن الفقيه - رحمه الله- بأمورهم وأعلمه بتدبيرهم، لكنَّه كان يرجو حالاً تثوب، ومذنبًا يتوب» (2)
ولم يكن حُكَّام الأَنْدَلُس أهلاً لقيادة الأمة، ولم تنفعهم نصائح العلماء حتى حلَّت بهم مصيبة وكارثة ألا وهى سقوط طُلَيْطِلَة.
ثامنًا: مؤتمرات النصارى ومخططاتهم:
استطاع النصارى أن يضعوا برامج مُحكمة للقضاء على ملوك الطوائف ومِن ثَمَّ على المُسْلِمِين عمومًا، وكان من أكبر المجرمين من ملوك النصارى الذى أشرف على هذه المُخَطَّطَات وسهر على تنفيذها فرناندو ملك قشتالة.
تاسعًا: وحدة كلمة النصارى:
فى الوقت الذى كان المُسْلِمُون فى الأَنْدَلُس يعانون من التَّفرُّق والشتات، كان النصارى فى وحدة كلمة وتراص صفًّ فى مواجهة أمة الإسلام فى الأَنْدَلُس. [1] مجموع رسائل ابن حزم (ج3/ 173).
(2) الذخيرة فى محاسن أهل الجزيرة, الشنتريني، القسم الثاني، ص (95).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 77