responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 76
يستعدى النصارى على إخوانه ويعقدون مع النصارى عهودًا وأحلافًا ضد إخوانهم فى العقيدة، ومِن أجل شهوة سلطة تُراق على أرض الأَنْدَلُس دماء المصلين، حتى قال ابن المرابط واصفًا حال المُسْلِمِين:
ما بال شمل المُسْلِمِين مبدَّدٌ ... فيها وشمل الضد غير مبدد
ماذا اعتذاركم غدًا لنبيكم ... وطريق هذا الغدر غير مُمهَّد
إنْ قال لِمَ فرَّطتم فى أُمَّتي ... وتركتموهم للعدو المعتدي
تالله لو إن العقوبة لم تُخَف ... لكفى الحيا من وجه ذاك السيدِ (1)

ولما سقطت طُلَيْطِلَة كان من العجيب إن بعض ملوك الطوائف وقفوا جامدين لا يتحركون لنجدة طُلَيْطِلَة, وكأن الأمر لا يعنيهم فاغرين أفواههم جبنًا وغفلة وتفاهة، بل إن عددًا منهم كان يرتمى على أعتاب ألفونسو ملك النصارى طالبًا عونه, أو عارضًا له الخضوع، بذلة تأباها النفوس المُسلِمة، تغافلوا عن أن ألفونسو لا يفرِّق
بين طُلَيْطِلَة وغيرها من القواعد الأَنْدَلُسية، لكن العجب يزول إذا تذكَّرنا نزعتهم الأنانية والعصبية [2].
سادسًا: تخلى بعض العلماء عن القيام بواجبهم:
لاشكَّ أن حياة الأمة فى حياة علمائها فهم تاجها ومنارتها وهم روحها ومادة حياتها, فكلما كان علماء الأمة ربَّانيين كان أمر الأمة فى طريقه نحو العزة والرِّفعة والكرامة، وكلَّما ابتعد العلماء عن الربَّانية وتثاقلت نفوسهم إلى الأرض, وحرصوا على مصالحهم الذاتية, خبا نور الأمة، ودبَّ فى الأمة الضعف والجهالة.
«فحين كانت الأمة تغرق فى الأَنْدَلُس بسبب الاجتياح النصرانيِّ المتلاطم، انصرف عدد من العلماء إلى العناية المبالغة بالفقه المذهبى وفروعه ونسوا وتناسوا واقع الأمة وآلامها» [3].
وبعض هؤلاء هم ممن قال فيهم ابن حزم رحمه الله: «ولا يغرَّنك الفُسَّاق والمنتسبون

(1) سقوط الأندلس، د. ناصر العمر ص (33).
[2] المصدر السابق، ص (34).
[3] المصدر السابق، ص (35).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست