نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 75
وصدق الحبييب - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , المؤتى جوامع الكلم إذ يقول: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلَّط الله عليكم ذُلاً، لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» [1].
رابعًا: إلغاء الخلافة الأموية وبداية عهد الطوائف:
لاشكَّ أن بداية الانهيار الفعلى فى الأَنْدَلُس بزوال الخلافة الأموية, ونشأ على أثر ذلك عهد السنوات الصعاب، كانت كلمة الأمة واحدة وخليفتهم واحدًا فأصبحت الأمة كما قال الشاعر:
مما يزهدنى فى أرض أَنْدَلُس ... أسماء معتمد فيها ومعتضد
ألقاب مملكة فى غير موضعها ... كالهرَّ يحكى انتفاخًا صولة الأسد (2)
وكما قال الآخر:
وتفرَّقوا شيعًا فكل محلة ... فيها أمير المؤمنين ومنبر
ولم يكن حُكَّام الأَنْدَلُس أهلاً لقيادة الأمة فى عمومهم، واسمع إلى ابن حزم وهو يقول عن هؤلاء الحُكَّام: «والله لو علموا أن فى عبادة الصلبان تمشية أمورهم لبادروا إليها، فنحن نراهم يستمدون النصارى فيمكنونهم من حرب المُسْلِمِين، لعن الله جميعهم وسلط عليهم سيفًا من سيوفه» [3].
ويقول الدكتور عبد الرحمن الحجى عن هؤلاء الحُكَّام: «وهكذا وجدت فى الأَنْدَلُس أوضاع يحكمها أمراء اتصف عدد منهم بصفات الأثرة والغدر، هانت لديهم معه مصالح الأمة، وتُركت دون مصالحهم الذاتية، باعوا أمتهم للعدو المتربص ثمنًا لبقائهم فى السُّلطة، ولقد أصاب الأمة من الضياع بقدر ما ضيعوا من الحظ الخُلقى المسلم، انحرف هؤلاء المسئولون عن النهج الحنيف، الذى به كانت الأَنْدَلُس وحضارته».
خامسًا: الاختلاف والتفرق بين المسلمين:
كان الاختلاف والتَّفرُّق سمة من سمات عصر ملوك الطوائف، وكان بعضهم [1] أخرجه أبو داود، كتاب البيوع، (باب 56، ت / 54م).
(2) سقوط الأندلس، ص (31). [3] التاريخ الأندلسي، د. عبد الرحمن الحجي، ص (325).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 75