نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 74
المجاهدين شديدة على إسلامهم، فدوه بالنفس وهى عندهم له رخيصة، فهو أغلى من حياتهم, أشربت نفوسهم حُبَّه، غدا تصورهم وفكرهم ونورهم وربيع حياتهم» (1).
وضاعت ممالك الأَنْدَلُس من يدى المُسْلِمِين عندما كان نشيد أحفاد الفاتحين:
ووزن العود وهات القدحا ... راقت الخمرة والورد صحا
وعندما قصد الإفرنج بلنسية لغزوها عام 456هـ خرج أهلها للقائهم بثياب الزينة؛ فكانت وقعة بطرنة التى قال فيها الشاعر أبو إسحاق بن معلي:
لبسوا الحديد إلى الوغى ولبستم ... حُلَلَ الحرير عليكم ألوانًا
ما كان أقبحهم وأحسنكم بها ... لو لم يكن ببطرنة ما كانا (2)
ضعف المُسْلِمُون فى الأَنْدَلُس وسلب كثير من ديارهم لما تنافس الولاة والحُكَّام من أجل إسعاد زوجاتهم وجواريهم بالباطل.
وإليك ما فعله المُعْتَمِد مع إحدى زوجاته: اشتهت زوجة المُعْتَمِد بن عَبَّاد أن تمشى فى الطين وتحمل القرب، فأمر المُعْتَمِد بن عَبَّاد أن ينشر المسك على الكافور والزعفران وتحمل قربًا من طيب المسك وتخوض فيها تحقيقًا لشهواتها!!
ولكن الله المعز المذل أراد أن تنقلب الأمور على المُعْتَمِد، فيؤخذ أسيرًا فى أغمات وتبقى بناته يغزلن للنَّاس يتكسبن، وفى ذلك يقول المُعْتَمِد وهو شاعر مجيد:
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورًا ... فساءك العيد فى أغمات مأسورًا
ترى بناتك فى الأطمار جائعة ... يغزلن للناس ما يملكن قطميرًا
برزن نحوك للتسليم خاشعة ... أبصارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن فى الطين والأقدام حافية ... كأنَّها لم تطأ مسكًا وكافورًا
مَن بات بعدك فى مُلك يُسَرُّ به ... فإنما بات بالأحلام مغرورًا (3)
(1)
(2) انظر: النصر والهزيمة، ص (122).
(3) نفح الطيب، (ج4/ 273 - 274).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 74