responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 73
المال، نراه جاهدًا فى حرب أمراء الطوائف واستئصالهم، أما كان الأفضل له أن يتحد مع إخوانه أمراء الطوائف؛ وفى ذلك مصلحة له ولهم وللأَنْدَلُس عامة، وللإسلام وأهله، ولكنَّك لا تجنى من الشوك العنب [1].
بل ضعف مفهومُ الولاء والبراء حتى إن بعض حُكَّام المُسْلِمِين استوزروا وزراء نصارى ويهود يصرفون أمور دولة الإسلام، فهل يؤمن الذئب على الغنم!! [2].
ثالثًا: السبب الثالث الانغماس فى الشهوات والركون إلى الدعة والترف وعدم إعداد الأمة للجهاد، إن الأمة التى تركن إلى الدعة والترف واللهو، وهى غالبة قاهرة يجب أن تُعد غير مستحقة للريادة والقيادة، فما بالك بأمة تغرق فى اللهو والدعة والترف، وهى لا تدرى إن كان العدو قد كسر حصنها واجتاحها، أم أنه لا يزال ينتظر تلك اللحظات؟!.
يقول المؤرخ النصرانى كوندي: «العرب هُزموا عندما نسوا فضائلهم التى جاءوا بها، وأصبحوا على قلب متقلب يميل إلى الخفة والمرح، والاسترسال بالشهوات» [3].
إن المؤرخين رأوا: «إن الأَنْدَلُسيين ألقوا بأنفسهم فى أحضان النعيم، ناموا فى ظل ظليل من الغنى الواسع والحياة العابثة والمجون، وما يرضى الأهواء من ألوان الترف الفاجر، فذهبت أخلاقهم كما ماتت فيهم حمية آبائهم البواسل، وغدا التهتك والخلاعة والإغراق فى المجون، واهتمام النساء بمظاهر التبرج والزينة بالذهب واللآلى مِن أبرز المميزات أيام الاضمحلال التى استناموا للشهوات والسهرات الماجنة، والجوارى الشاديات، وإن شعبًا يهوى إلى هذا الدرك من الانحلال والميوعة لا يستطيع أن يصمُد رجاله لحرب أو جهاد» [4].
دخل المُسْلِمُون الأَنْدَلُس وأصبحوا ساداتها عندما كان نشيد طارق فى العبور «الله أكبر» وبقوا فيها زمنًا، حين كان يحكمها أمثال عبد الرحمن الداخل عندما قُدم إليه الخمر ليشرب فقال: «إنِّى محتاج لما يزيد فى عقلى لا ما ينقصه» (5).
يقول الدكتور عبد الرحمن الحجى عن الفاتحين الأوائل للأَنْدَلُس: «كانت غيرة هؤلاء

[1] انظر: تاريخ الأندلس، ص (390) , د. عبد الرحمن الحجي.
[2] سقوط الأندلس: د. ناصر العمر، ص (24). ... (3) مصرع غرناطة، ص (93).
[3] المصدر السابق، ص (120). ... (5) سقوط الأندلس، ص (27).
[4] انظر: تاريخ الأندلس، ص (211).
(5)
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست