نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 78
عاشرًا: غدر النصارى ونقضهم للعهود:
لم يكن النصارى عُبَّاد الصليب محلاً للعهود وأهلاً للوفاء إلا في القليل النادر؛ فهم تبع لمصالحهم وأهوائهم, وهى التى تحكم وفاءهم ونقضهم [1].
قال تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [المائدة:14].
لقد سطَّر النصارى فى الأَنْدَلُس تاريخًا مليئًا بالدماء وهتك الأعراض، وقتل النفوس وسبى النساء.
قال تعالى: {لاَ يَرْقُبُونَ فِى مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} [التوبة:14]. وقال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:12].
لقد استمات النصارى فى حربهم للمُسْلِمِين فمارسوا كل الأساليب المعوجَّة من أجل تحقيق أهدافهم الشيطانية.
الحادى عشر: التخاذل عن نصرة من يحتاج إلى نصرة:
لقد كانت أحاديث الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فى تلك المرحلة مُعطَّلة كأنَّهم لم يسمعوا قول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه» [2] , وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا» [3].
لقد تخاذل ملوك الطوائف عن نصرة مَن يستحق النصرة، وإليك ما حدث فى طُلَيْطِلَة، يقول الدكتور عبد الرحمن الحجى عن سقوط طُلَيْطِلَة وموقف حُكَّام الطوائف: «قام حاكم بطليوس عمر بن مُحَمَّد الأفطس الملقب بالمُتَوَكِّل على الله ببعض واجبه تجاه طُلَيْطِلَة فى محنتها، التى لو أدَّى بقيَّةُ ملوك الطوائف ما يجب عليهم لما لاقت هذا المصير، ولحَمَوْها وحَموا أنفسهم، كان بعضهم لا هم له إلا تحقيق مصلحته وإشباع أنانيته, وكأن الأَنْدَلُس وجدت لمنفعته وليتربع على كرسى حكم، مهما كان قصير العمر ذليل المكان مهزوز القواعد» [4]. [1] سقوط الأندلس، ص (40). [2] أخرجه البخاري، كتاب المظالم، رقم (2442)، مع الفتح (ج5/ 116). [3] البخاري مع الفتح كتاب المظالم رقم (2446 ج5/ 117). [4] انظر: التاريخ الأندلسي.
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 78