responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس    جلد : 1  صفحه : 118
وكذلك أنتم في مقابلة ما أحدثته الزنادقةُ من الفقرا والصوفية من قولهم بالحلول والاتحاد، وتأله المخلوقات. كاليونُسية، والعَرَبية، والصَّدْرية، والسَّبْعينية، والتِّلِمْسَانية.
فكلُّ هؤلاء بَدَّلوا دينَ الله تعالى وَقَلبوه، وأعرضوا عن شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاليونُسية: يتألهون شيخَهم، ويجعلونه مظهرًا للحق، ويستهينون بالعبادات، ويظهرون بالفَرْعَنة والصَّوْلةِ، والسفاهة والمُحالات، لِمَا وَقَرَ في بواطنهم من الخيالات الفاسدة، وقِبْلَتُهُمُ الشيخُ يونُس.
ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم والقرآن المجيد عنهم بمعزِلٍ، يُؤمنون به بألسنتهم، ويكفرون به بأفعالهم.
وكذلك الاتحاديةُ، يجعلون الوجودَ مَظْهَرًا للحق، باعتبار أن لا مُتحرِّك في الكون سواه، ولا ناطق في الأشخاص غيرُه، وفيهم مَنْ لا يفرق بين الظاهر والمظهر، فيجعلُ الأمرَ كموجِ البحر، فلا يُفرّقُ بين عين الموجة وبين عين البحر، حتى إن أحدهم يتوهَّم أنه الله، فينطق على لسانه، ثم يفعل ما أراد من الفواحش والمعاصي لأنه يعتقد ارتفاعَ الثَّنوية، فمَنِ العابد ومَنِ المعبود؟ صار الكلُّ واحدًا!! اجتمعنا بهذا الصنف في الرُّبُط والزوايا!!.
فأنتم بحمد الله قائمون في وجه هؤلاء أيضًا تنصرون الله ورسوله، وتذبُّون عن دينه، وتعملون عَلَى إصلاح ما أفسدوا وعَلَى تقويم ما عَوَّجوا فإن هؤلاء مَحَوْا رَسْمَ الدين، وقَلعوا أثره، فلا يُقال: أَفسدوا ولا عَوَّجوا بل بالغوا في هدم الدين ومَحْوِ أَثَرِهِ، ولا قُربةَ أفضلُ عند الله

نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست