نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 117
وأَنتم أَيضًا في مقابلة مَن لم يَنْفُذْ في علمه من الفقهاء إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجمد على مجرد تقليد الأئمة فإنكم قد نصرتم الله ورسولهَ في تنفيذ العلم إِلى أصوله من الكتاب والسنة، واتخاذ أقوال الأئمة، تأَسِّيًا بهم لا تقليدًا لهم.
وأَنتم أَيضًا في مقابلة ما أحدَثَتْه أَنواع الفقراء من الأَحمدية والحريرية من إِظهار شغار المُكاء والتَصْدِية ومؤاخاة النساء والصبيان، والإِعراض عن دين الله إِلى خرافات مكذوبة عن مشايخهم، واستنادهم إِلى شيوخهم وتقليدهم في صائب حركاتهم وخطئها، وإعراضهم عن دين الله الذي أَنزله من السماء، فأنتم بحمد الله تُجاهدون هذا الصِّنْفَ أيضًا كما تجاهدونَ مَنْ سبق، حفظتم من دين الله ما أضاعوه، وعرفتم ما جهلوه، تُقَوِّمون من الدين ما عَوَّجوه، وتُصلحون منه ما أَفسدوه، وأنتم أيضًا في مقابلة رَسْمِيَّة الصوفية والفقهاء، وما أحدثوه من الرسوم الوضعية، والآصار الابتداعية، من التصنُّع باللباس، والإطراق والسجادة لنيل الرزق من المعلوم، ولُبْسِ البقيار، والأكمام الواسعة في حَضْرةِ الدرس، وتنميق الكلام، والعَدْو بين يدي المدرس راكعين، حِفْظًا للمناصب، واستجلابًا للرزق والإدْرار!!
فخلط هؤلاء في عبادة الله غيرَه، وتألَّهوا سواه، ففسدت قلوبُهم من حيثُ لا يشعرون، يجتمعون لغير الله، بل للمعلوم [1]، ويلبسون للمعلوم، وكذلك في أغلب حركاتهم يراعون ولاةَ المعلوم، فضيَّعوا كثيرًا من دين الله وأَماتوه، وحفظتم أنتم ما ضيَّعوه، وقوَّمتم ما عوَّجوه. [1] أي: لما يأخذونه من زهيد المال.
نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 117