نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 116
هذا، وإن كنتم - أيدكم الله تعالى - بذلك عالمين، لكنَّ الذكرى تنفع المؤمنين.
فصل
واعلموا - أيدكم الله - أنه يجب عليكم أن تشكروا ربكم تعالى في هذا العصر، حيث جعلكم بين جميع أهل هذا العصر كالشامة البيضاء في الحيوان الأسود، لكنْ مَنْ لم يسافر إلى الأقطار، ولم يتعرف أحوال الناس، لا يدري قَدْرَ ما هو فيه من العافية، فأنتم - إن شاء الله تعالى - في حقِّ هذه الأمة الأولى كما قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110]، وكما قال تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)} [الحج: 41].
أصبحتم إخواني تحت سَنْجق [1] رسول الله صلى الله عليه وسلم - إن شاء الله تعالى - مع شيخكم وإمامكم، وشيخِنا وإمامنا المبدوءِ بذكره رضي الله عنه، قد تميزتم عن جميع أهل الأرض: فقهائها وفقرائها، وصوفيتها، وعوامِّها، بالدين الصحيح.
وقد عرفتم ما أحدث الناسُ من الأحداث، في الفقهاء والفقراء والصوفية والعوامِ، فأنتم اليوم في مقابلة الجَهْمِيَّةِ من الفقهاء، نصرتم الله ورسولَه في حفظ الله ما أَضاعوه من دين الله، تُصلحون ما أَفسدوه من تعطيل صفات الله. [1] أي: تحت رايته.
نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 116