وولي تدريس الخشّابية، والتفسير بجامع ابن طولون، وبالظاهرية.
[وبرع [1]] في معرفة مذهبه، مع كثرة الحفظ للحديث أسانيد ومتونا، والتبحّر في علم التفسير، ومعرفة العربية واللغة، وغير ذلك من العلوم، وتخرج به أعيان العصر، ودارت على رأسه الفتوى عدة سنين، وقصد من أقطار الأرض للأخذ عنه، وبالفتاوى، وأتاه الناس من الهند واليمن وبغداد وخراسان وبلاد الروم والمغرب والشام والحجاز، وكان في الحفظ آية من خالقه تعالى.
ومن مصنفاته: «شرح البخاري» و «الترمذي» و «محاسن الاصلاح» و «تضمين ابن الصّلاح» و «التدريب» في الفقه ولم يكمله، و «حواشي الرافعي» و «الرّوضة» وغير ذلك. مات في ليلة الجمعة، ودفن من الغد وهو عاشر ذي القعدة سنة خمسين وثمانمائة، وله من العمر إحدى وثمانون سنة.
386 - عمر بن عثمان بن الحسين بن شعيب أبو حفص الجنزيّ [2].
الأديب. أحد الأعلام في الأدب والشعر، قال في «الوشاح»: هو إمام في النّحو والأدب، لا يشقّ غباره، ومع ذلك فقد تحلى بالورع ونزاهة النّفس.
وقال السّمعانيّ: أحد أئمة الأدب، لازم أبا المظفر الأبيورديّ [3] مدة، [1] زيادة يقتضيها السياق. [2] له ترجمة في: انباه الرواة للقفطي 2/ 329، الأنساب للسمعاني 137 ب، طبقات المفسرين للسيوطي 27، اللباب لابن الأثير 1/ 241، معجم الأدباء للسيوطي 6/ 49.
والجنزي، بفتح الجيم وسكون النون وكسر الزاي. نسبة الى مدينة جنزة، وهي من أذربيجان. [3] بفتح الألف وكسر الباء الموحدة وسكون الياء المعجمة وفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، نسبة الى أبيورد، وهي بلدة من بلاد خراسان (اللباب لابن الأثير 1/ 21).