انتهت إليه رئاسة الأدب، واشتغل عليه خلق من الفضلاء؛ وقد وزر وتقدم في دول، وأفتى وناظر، وبرع في البراعة والبلاغة والنّظم والنّثر. وكان حلو المحاضرة،
مليح النّادرة، يشارك في الأصول والطلب، وله في النّحو مقدّمتان.
سمع من ابن الزّبيديّ، وعبد العزيز بن باقا، وجماعة، ودرّس بالناصريّة مدّة، وبالظاهرية وانقطع بها وخنق فيها، وأخذ ذهبه في رابع المحرم سنة تسع وثمانين وستمائة.
ذكره شيخنا في «طبقات النحاة».
385 - عمر بن رسلان بن نصير بن صالح بن شهاب بن عبد الخالق بن محمد بن مسافر [1].
شيخ الاسلام، الحافظ الفقيه، البارع المجتهد ذو الفنون، سراج الدين أبو حفص الكناني البلقينيّ الشافعيّ، ولد بناحية بلقينة من قرى مصر في ثاني عشر شعبان سنة أربع وعشرين وسبعمائة، وقرأ بها القرآن.
وقدم إلى القاهرة صغيرا في سنة سبع وثلاثين، وسمع من ابن القماح، وابن عبد الهادي، وابن شاهد الجيش، وأحمد بن كشتغدي، وإسماعيل التفليسي، وأجاز له المزّيّ، وخلق.
وأخذ الفقه عن ابن عدلان، والتقى السّبكي، والنحو عن أبي حيان، وانتهت إليه رئاسة المذهب والافتاء. وولي قضاء الشام سنة تسع وستين عوضا عن تاج الدين السّبكي، فباشر دون السنة. [1] ورد له ترجمة في: انباء الغمر لابن حجر 2/ 245، البدر الطالع للشوكاني 1/ 506. حسن المحاضرة للسيوطي 1/ 329، ذيل تذكرة الحفاظ للسيوطي 206، الضوء اللامع للسحاوي 6/ 85، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ورقة 111 أ، قضاة دمشق لابن قطلوبغا 109.