المفصل»، و «تفسير القرآن» قصد فيه ارتباط الآي بعضها ببعض، وكتابا «في أصول الفقه والدين» و «كتابا في البديع والبلاغة» انتهى كلام ياقوت ملخصا.
وقال ابن النجّار في «تاريخ بغداد»: هو من الأئمة الفضلاء في فنون العلم والحديث والقراءات والفقه والخلاف والأصلين والنحو واللغة، وله قريحة حسنة، وذهن ثاقب، وتدقيق في المعاني، ومصنفات في جميع ما ذكرنا، وله النظم والنثر الحسن.
وقال الفاسي [1] في «تاريخ مكة»: له تصانيف، منها «التفسير الكبير» يزيد على عشرين جزءا، و «الأوسط» عشرة، و «الصغير» ثلاثة، و «مختصر مسلم» و «الكافي في النحو» في غاية الحسن، وله التعاليق الرائعة في كل فنّ.
قال: وهو الشيخ الإمام العالم الزاهد، فخر الزمان، علم العلماء، زين الرؤساء، إمام النظّار، رئيس المتكلّمين، أحد علماء الزّمان المتصرف أحسن التصرف في كل فنّ، أصله من مرسية، لم يزل مشتغلا من صغره إلى كبره.
وله المباحث العجيبة، والتصانيف الغربية، وجمع الأقطار في رحلته، ارتحل إلى غرب بلاده ثم الأندلس، والديار المصرية، والشام والعراقين والعجم، وناظر وقرأ وأقرأ، واستفاد وأفاد، ولم يزل يقرئ ويدرّس حيث حل، ويقرّ له بعلمه وفضله في كل محلّ، وجاور بمكة كثيرا. سمع منه الحفاظ والأعيان من العلماء، وبالغوا في الثّناء
عليه، وآخر من روى عنه أيوب الكحّال بالسماع، وأحمد بن علي الجزريّ بالإجازة، وذكره القطب اليونينيّ في «ذيل المرآة» وأثنى عليه؛ وقال كان مالكيّا.
لكن ذكره التاج السّبكي في «طبقات الشافعية»، وذكره الحافظ شرف [1] في الأصل «الفارسي» تحريف، والمثبت في بغية الوعاة.