الآيات والأخبار من كلام المشايخ؛ والرموز الدقيقة؛ وتصانيفه فيها المشهورة؛ إلى غير ذلك من نظم الأشعار اللطيفة على لسان الطريقة.
ولقد عقد لنفسه مجلس الإملاء في الحديث سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، وكان يملي إلى سنة خمس وستين، يذنّب أماليه بأبياته، وربما كان يتكلم على الحديث بإشاراته ولطائفة.
وله في الكتابة طريقة أنيقة رشيقة تفوق على النظم.
وقد أخذ طريق التصوف عن الأستاذ أبي عليّ الدقّاق، وأخذها أبو عليّ عن أبي القاسم النّصر أباذيّ، والنصرآباذيّ عن الشّبليّ، والشّبليّ عن الجنيد، والجنيد عن السّريّ السقطيّ، والسّريّ عن معروف الكرخيّ، ومعروف عن داود الطائيّ، وداود لقي التابعين. هكذا كان يذكر إسناد طريقته.
ومن جملة أحواله ما خصّ به من المحنة في الدّين والاعتقاد وظهور التعصب بين الفريقين، في عشر سنة أربعين إلى خمس وخمسين وأربعمائة، وميل بعض الولاة [إلى] [1] الأهواء، وسعي بعض الرؤساء والقضاة إليه بالتخليط، حتى أدى ذلك إلى رفع المجالس، وتفرق شمل الأصحاب، وكان هو المقصود من بينهم حسدا، حتى اضطرته الحال إلى مفارقة الأوطان، وامتد في أثناء ذلك إلى بغداد وورد على أمير المؤمنين القائم بأمر الله، ولقي فيها قبولا، وعقد له المجلس في منازله المختصة [به] [2] وكان ذلك بمحضر ومرأى منه، ووقع كلامه في مجلسه الموقع، وخرج الأمر بإعزازه وإكرامه، وعاد إلى نيسابور، وكان يختلف منها إلى طوس بأهله وبعض أولاده، حتى طلع صبح [1] تكملة عن: طبقات الشافعية للسبكي. [2] تكملة عن: المصدر السابق.