رضي الدين، أحد الأعلام، قال ابن النجار: كان رئيس أصحاب الشافعي وكان إماما في المذهب، والخلاف، والأصول، والتفسير، والوعظ كثير المحفوظ.
أملى الحديث، ووعظ، وصنف الكثير في التفسير والحديث والفقه وغيرها مطولا ومختصرا، وانتفع بعلمه أهل العلم وعوام المسلمين.
وسمع الكثير من أبي عبد الله الفراويّ [1]، وزاهر الشّحّاميّ، وهبة الله السّيّديّ، وأبي الفتح بن البطّيّ.
وتفقه على ملكداد، ومحمد بن يحيى، ودرس ببلده، وببغداد، وحدث بالكتب الكبار، وولي تدريس النظامية، وكان كثير العبادة والصلاة، دائم الذكر، دائم الصوم، له كل يوم ختمة.
وقال ابن الدّبيثي: كان له يد باسطة في النظر والاطلاع على العلوم والمعرفة بالحديث، وكان جمّاعة للفنون.
وقال الموفّق عبد اللطيف البغدادي: كان يعمل في اليوم والليلة ما يعجز المجتهد عن عمله في شهر. ولد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ومات في المحرم سنة تسعين.
30 - أحمد بن بقيّ بن مخلد المالكي [2].
من أهل قرطبة، يكنى أبا عبد الله، سمع من أبيه، وكان زاهدا فاضلا مشاورا في الأحكام، وولي قضاء الجماعة مع الصلاة والخطبة.
كان حافظا للقرآن عالما بتفسيره وعلومه، قوي المعرفة باختلاف العلماء [1] في الأصل «من أبي عبد الله والفراوي» تحريف، صوابه في: طبقات الشافعية للسبكي. [2] له ترجمة في: بغية الملتمس للصفي 160، جذوة المقتبس للحميدي 110، الديباج المذهب لابن فرحون 37، العبر للذهبي 2/ 200، النجوم الزاهرة 3/ 259.