نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1 نویسنده : ملتقى أهل الحديث جلد : 128 صفحه : 428
قوله صلى الله عليه وسلم" استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيئ في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا ". رواه البخاري [5186] و مسلم [1468].
قال النووي < وفي هذا الحديث ملاطفة النساء، والإحسان إليهن، والصبر على عوج أخلاقهن، واحتمال ضعف عقولهن، وكراهة طلاقهن بلا سبب >. [ص 920].
وقال الحافظ في الفتح [9/ 254]
< فيه سياسة النساء بأخذ العفو منهن، والصبر على عوجهن، وأن من رام تقويمهن فاته الانتفاع بهن >.
قال الشاعر:
هي الضلع العوجاء لست تقيمها @
ألا إن تقويم الضلوع انكسارها
تجمع ضعفا واقتدارا على الفتى@
أليس عجيبا ضعفها واقتدارها
*وقد وصى بهن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف العظيم، وأمام ذلك الجمع الغفير، في خطبة يوم عرفة في حجة الوداع، حيث قال " فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه .. " رواه مسلم [1218].
" فائدة "
ذكر ابن الأثير في جامع الأصول
[3/ 474] في شرح الجملة الأخيرة
ما نصه < معناه: أن لا يأذن لأحد من الرجال أن يتحدث إليهن، وكان الحديث من الرجال إلى النساء من عادات العرب، لا يرون ذلك عيبا، ولا يعدونه ريبة، إلى أن نزلت آية الحجاب .. >. انتهى.
وحكى النووي نحوه عن المازري والقاضي عياض. [ص 775].
قال سمير: فبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الوصية الجامعة بذكر حق النساء على الرجال، وذكرهم ب "أمانة الله" و "كلمته"، ولهما مدلولهما العظيم في التحذير من ظلمهن أو الإضرار بهن. ثم ثنى بذكر حق الرجال على النساء، ومنه: ترك "الاختلاط" بالرجال الأجانب.
*وقال صلى الله عليه وسلم " خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله ".
رواه الترمذي [3892].
* وقال " لا تضربوا إماء الله ".
رواه أبو داود [2146].
* وقال " لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا، رضي منها آخر ".
رواه مسلم [1469].
*ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن حق الزوجة، قال " أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت ". رواه أبوداود [2142].
**********
" درء الفتنة عن النسوة "
ومن أعظم الوصاية بالنساء، درء الفتنة عنهن.
*وقد علل حكم الحجاب، بأنه أطهر لقلوبهن، كما نصت عليه الآية.
* وأمرن بغض البصر عن الرجال، خوفا عليهن من الفتنة بهم.
* يدل عليه: قصة الفضل بن عباس، لما كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج، و طفق ينظر إلى بعض النساء " فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل .. " الحديث.
رواه مسلم [1218].
قال النووي < فيه الحث على غض البصر عن الأجنبيات، وغضهن عن الرجال الأجانب، وهذا معنى قوله "وكان أبيض وسيما حسن الشعر"، يعني أنه بصفة من تفتتن النساء به لحسنه، وفي رواية الترمذي [885] وغيره في هذا الحديث " أن النبي صلى الله عليه وسلم لوى عنق الفضل، فقال له العباس: لويت عنق ابن عمك!
قال: رأيت شابا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما "، فهذا يدل على أن وضعه صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل كان لدفع الفتنة عنه وعنها .. > انتهى. [ص 777].
*و قد أمرن بالقرار في البيوت، والمباعدة عن الرجال ما أمكن، حتى في الصلاة في المساجد، صيانة لهن، وخوفا عليهن من الفتنة، لاشتراكهن والرجال في العلة، فإن الفطرة قد جبلت على ميل كل جنس للآخر، بل إنهن أشد ضعفا، وأسرع فتنة، وأقل صبرا من الرجال.
* ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لأنجشة، وكان يحدو في السفر، وكان صوته جميلا " يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير ". رواه البخاري [6149] ومسلم [2323].
قال النووي < معناه أن أنجشة كان حسن الصوت، وكان يحدو بهن و ينشد شيئا من القريض والرجز، وما فيه تشبيب، فلم يأمن أن يفتنهن ويقع في قلوبهن حداؤه، فأمره بالكف عن ذلك .. >. [ص 1431].
ونقل الحافظ في الفتح [10/ 545] عن الشراح قولين في معنى ذلك، وأنه: إما أن يكون صيانة لهن عن السقوط، لإسراع الإبل حين سماعها حداء أنجشة، وإما خوفا عليهن من الافتتان بصوته الجميل.
¥
نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1 نویسنده : ملتقى أهل الحديث جلد : 128 صفحه : 428