نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1 نویسنده : ملتقى أهل الحديث جلد : 128 صفحه : 419
وليس هذا فحسب ولكن لننظر لأسباب رده لهذا الحديث بلسانه هو ثم نبين ما أحاط بكلامه من جهل مدقع بالدين وأحكامه، يقول:
(تفكر فى معنى ذلك الحديث المنسوب كذبا للنبى عليه الصلاة والسلام .. انه يؤكد على ان كل من بنى لله مسجدا بنى الله تعالى له قصرا فى الجنة، مهما كان الشخص مؤمنا او كافرا، ومهما كان مصدر المال طيبا او خبيثا، يعنى ان السيد هتلر من حقه ان يكون له قصورفى الجنة اذا بنى بضعة مساجد، ويعنى أيضا ان كل مختلس وظالم وناهب لأموال الناس يستطيع اذا بنى ببعض أمواله الحرام مسجدا ان يدخل الجنة. .. هل يتفق ذلك مع تشريع الاسلام؟ ثم ان هذا الحديث الذى يبيع قصور الجنة لكل من يتبرع ببناء مسجد يحدد لنا منذ البداية اقل مساحة مقبولة للمسجد، يقول ((من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة)) اى يكون مساحة المسجد كقدر ما تتحرك به ساق القطاة حين تفحص بساقيها الارض. والقطاة هى طائر صغيرة الحجم.اى من بنى لله مسجدا ولو كانت مساحته فى مثل هذا الصغر بنى الله له قصرا فى الجنة حتى لو كان من مال حرام، ومهما كانت شخصية ذلك المتبرع،وحتى اذا كان ذلك المسجد لايستطيع دخوله الا النمل والصراصير الوليدة .... هل يعقل ان يتكلم النبى (صلى الله عليه وسلم) بهذا الكلام؟!! ولكن ذلك الحديث تم اسناده او تمت نسبته للنبى عليه الصلاة والسلام، ورواه ابن ماجه فى "مسنده" عن فلان عن فلان. وآمن الناس بصحة ذلك الاسناد.
ومن هنا فان ذلك الحديث الكاذب هو المسئول عن اقامة38 الف مسجد وزاوية فى القاهرة الكبرى فى العشرين سنة الماضية، وكلها تنشر ثقافة التطرف عبر احاديث مسندة او منسوبة للنبى (صلى الله عليه وسلم) زورا، وهى تخالف القرآن والسنة الصحيحة للنبى عليه الصلاة والسلام. وبدلا ان تتوجه أموال الصدقات لبناء مساكن للشباب والعائلات التى تسكن المقابر، فأنها توجهت لبناء مساجد ايديولوجية تزيد عن حاجة المسلمين الذين يستطيعون الصلاة فى كل مكان. ومع العلم بأن حق ابن السبيل فى تشريع الاسلام ثابت فى الزكاة الرسمية والصدقة التطوعيةوالفئ والغنيمة، ولا يصح الالتفات لرعاية ابناء السبيل من الاغراب الا بعد ضمان المسكن والطعام لابناء البلد ـ فكيف اذا كان ابناء البلد انفسهم لايجدون السكن بحيث ضاعت احلام الشباب فى الزواج واصبحت العنوسة ازمة مستفحلة .. ومع ذلك تفاقمت تلك المشكلة لان أموال الصدقات استنفذها ارباب الصحوة السلفية فى بناء عشرات الالوف من المنابر التى تؤسس لدولتهم القادمة! ومن دعائم تلك الدولة ثقافة التراث للعصور الوسطى، تلك الثقافة التى أصبحت مقدسة عبر الاسناد،او عن طريق نسبتها زورا للنبى عليه الصلاة والسلام ... مهما خالفت العقل والاسلام.) انتهى.
فهو يقول: (يعنى ان السيد هتلر من حقه ان يكون له قصورفى الجنة اذا بنى بضعة مساجد، ويعنى أيضا ان كل مختلس وظالم وناهب لأموال الناس يستطيع اذا بنى ببعض أمواله الحرام مسجدا ان يدخل الجنة. .. هل يتفق ذلك مع تشريع الاسلام؟)
ونحن نجيبه ونقول له بالطبع إن هذا لا يتفق مع تشريع الإسلام.
ولكن الجهل والكذب قد أعمياه عن رؤية الحق، وجهل ما هو معلوم من الدين بالضرورة
ألم يقرأ ما أخرجه الإمام مسلم فى صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: ((يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم)) وقال: ((يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم)) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك). [مسلم (1015)، الترمذى (2989)، أحمد (8148)، الدارمى (2717)].
ألم يقرأ هذا الحديث أم أنه ينظر إلى فقه الشريعة بناءً على حديث واحد فإذا وجد فيه ما لا يرضى عقله رد الحديث وادعى أنه مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهناك الناسخ والمنسوخ، وهناك العام والخاص، وهناك المطلق والمقيد، وهناك المجمل والمفصل. والحديث عن هذا الأمر يطول، ولكن أين هو من كل هذا العلم!.
¥
نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1 نویسنده : ملتقى أهل الحديث جلد : 128 صفحه : 419