responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 2 نویسنده : ملتقى أهل الحديث    جلد : 58  صفحه : 215
وقد ذكرتُ احتجاج عثمان بن سعيد الدارمي بالحديث في نقضه على بشر المريسي. فلو أن هذا الحديث منقطع (يقينا) لم يسُغ له مجرد إيراده في ذلك الموضع، إلا أن يكون أورده استشهادا، لكن يبدو لي أن الأمر أكثر من مجرد الاستشهاد. والله تعالى أعلم. وهذه الثانية.

ورواية يحيى بن سعيد القطان لحديث عن قتادة عن ابن بريدة، مع شدة ضبطه وتفقده. فهذه الثالثة،

فما ترى وفقك الله؟

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[13 - 02 - 08, 05:03 م]ـ
وفقك الله أستاذي أبا مريم ونفع بك.
أولا: كلامك في أسوأ الأحوال يثبت لحسين المعلم السماع من عبد الله بن بريدة - وهو من الطبقة الثالثة - (ولو حديثا واحدا)
بل فيه إثبات سماعه منه في كل الأحوال، فإنما المقصود: أنه لم يسمع أحاديث بريدة -رضي الله عنه- من ابنه عبد الله، إلا حديثًا واحدًا، وأما أحاديث عبد الله عن غير أبيه؛ فسمعها منه، كما بيَّن ذلك ابنُ حجر في ترجمة حسين المعلم.
وإنما أوردتُ هذا؛ لأن حسينًا يقول في هذه الحكاية: إنه سمع عبد الله بن بريدة يقول: حدثنا أبي، وكأنه يشير إلى أنه سمع أكثر من حديث من هذه الأحاديث، بينما بعض الأئمة ينفي ذلك، سوى حديث واحد.
لكن الذي بين أيدينا الآن أمور:
1 - الاجتماع ببلد واحد في زمان واحد، فيما يبدو
2 - وحرص قتادة على الحديث
3 - ورواية هشام الدستوائي لهذا الحديث عن قتادة (مع تدقيقه وتحريه)
4 - ومرور هذا الحديث على علي بن المديني (وهو الإمام المبرز في هذا الشأن)
الاجتماع ببلد واحد صحيح إذا ثبت أن قتادة كان في البصرة وقت كان ابن بريدة فيها، وقد يتسمّح في ذلك؛ إذ الأصل أن قتادة في البصرة،
وحرص قتادة على الحديث مكمّل لما سبق، لأن الاجتماع في بلد واحد لا يفيد في تقوية احتمال السماع إلا مع الحرص على الحديث،
وأما رواية هشام الدستوائي لهذا الحديث، ومروره على علي بن المديني؛ فالذي يظهر أن هذا لا يفيد في إثبات السماع ولا في تقوية احتماله، وفي اعتماده في ذلك توسُّعٌ -في نظري-، ولم يفتأ الأئمة يروون الأحاديث المنقطعة ومحتملة الانقطاع، ولم يحتج أحد -فيما أعرف- بروايتهم إياها أو مرورها عليهم على إثبات السماع.
وعلى هذا النهج سنصحح أحاديث المدلسين في مسند أحمد وابن راهويه وغيرهما من الحفاظ، لأنهما إمامان متثبتان مدققان، ولا أظنه يُقال بهذا.

وما عندنا (وهو اجتماع قتادة وابن بريدة في البصرة) لا يكفي في إثبات (السماع)، ولا أظنه يصح الردُّ به على قول البخاري: (لا نعرف لقتادة سماعًا من ابن بريدة).
ولعل ما هنا داخل في مسألة (إثبات السماع بالقرائن)، والخلاف فيها قائم.
صحيحٌ لكن: هل نستطيع أن ننكر حرص يحيى بن سعيد القطان على اتصال السند؟ وهو المستفاد من النقول التي ذكرتها، والله تعالى أعلم.

ولا يخفى عليك أن يحيى بن سعيد القطان شديد التفقد، وكيف يكون كذلك إذا كان لا يبحث عن اتصال السند؟

وقال أبو بكرٍ الأثرم: قال أبو عبد الله: رحم الله يحيى القطان. ما كان أضبطه وأشدَّ تفقده، كان محدثا، وأثنى عليه فأحسن الثناء عليه.

(ترجمة يحيى بن سعيد من تاريخ مدينة السلام، للخطيب البغدادي، بتحقيق د/ بشار عواد، ط دار الغرب، ت7413 ج16/ص210)

ولا يخفى أن يحيى بن سعيد القطان من تلامذة شعبة وهو من أثبت أصحابه، ولا يخفى عليه أمر قتادة، فإن مر به حديث من حديث قتادة دون أن يتحقق من اتصال إسناده، فأين إذا الضبط والتفقد؟ لا أرى أن مثل هذا يمر على مثل يحيى بن سعيد، والله تعالى أعلم

وقال أبو محمد ابن أبي حاتم 9/ 624: (ترجمة يحيى بن سعيد)
نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقولُ: يحيى بن سعيد القطان إليه المنتهى في التثبت بالبصرة.

قلت: والتحقق من اتصال الإسناد أول درجات التثبت، والله أعلم.

ونقل أبو محمد ابن أبي حاتم أيضا (9/ 624): أن أحمد بن حنبل قال: ما رأيت أثبت في الحديث من يحيى بن سعيد، ولم يكن في زمان يحيى القطان مثله، كان تعلم من شعبة.

ولا يخفى أن من ذلك التفتيش عن اتصال الإسناد، والله أعلم
أرى كلامك صحيحًا لو كان يحيى صحح الإسناد، أما مجرد روايته إياه، فسبق ما فيه.

¥

نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 2 نویسنده : ملتقى أهل الحديث    جلد : 58  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست