responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5 نویسنده : ملتقى أهل الحديث    جلد : 94  صفحه : 425
-قلت: بل معنى التصفية والتربية أشمل من جهة الاصطلاح، وأما التفسير الذي ذكره فأقل ما فيه أنه بعيد عن ذهن المخاطبين-المقصودين أصالة-.
(114) - وصف بعض طلاب أحد المشايخ بالمرجئة.
- وأقل ما يقال في مثل هذا الإطلاق: إنه لا داعي لمثل هذه الإطلاقات التي لا تضيف للمخاطبين إن كانوا من طلبة العلم جديدا، ولا تنفع العامي [إن لم تضره أو تشغله عن فرض الوقت]، وكذلك لا تنفع الخاطئين في المسألة المقصودة، ويظلم بها الآخرون من غير الخاطئين من طلاب ذلك الشيخ، خاصة أن المسألة المقصودة ليست من المسائل الظاهرة في هذا الباب، بل قد تخفى على كثيرين؛ فوصف عين كل غالط فيها بأنه (مرجئ) غير دقيق [وإن كان لا إشكال عندنا في أن ذلك القول من أقوال المرجئة]؛ فإن مذهب المرجئة مذهب قائم بنفسه [بل عده يوسف بن أسباط وغيره أحد أصول البدع الأربعة الكبرى التي تتشعب منها الفرق الثنتان والسبعون]، وموافقة السني لفرع من الفروع الخفية لمذهب من المذاهب البدعية لا يلزم منه أن يصير بذلك منسوبا لذلك المذهب، أضف لهذا أن الأصل أن لا ينزل الحكم العام على المعين أو المعينين إلا بعد استيفاء الشروط وانتفاء الموانع [قال ابن تيمية12/ 489:"والدليل على هذا الأصل: الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار".]، وهذه من المسائل المشهورة في باب الأسماء والأحكام، وتفاصيلها معروفة في كتب العلماء [وغالبا ما يكون تطبيقهم لهذا الأصل على اسم (الكفر) والحكم به؛ فيظن بعض الناس حصر هذا الأصل في اسم (الكفر) خاصة دون بقية الأسماء التي دونه]، ولا أريد الإطالة-هنا-؛فإن من شرطي في هذه التعليقات الاختصار قدر الإمكان، ولست أقصد بما سبق التهوين من البدعة-ولو خفيت-، ولكن الظلم شين، والبدع تتفاوت [وإن كان كلها عظيما]، وإلا فقد كتبت منذ سنوات ردودا على بعض الكتب التي أخرجها بعض من يعنيهم المؤلف في هذه المسألة [ولم أخرجها؛ فقد كفى بعض المشايخ جزاهم الله خيرا غيرهم الرد على تلك الكتابات].
-وأما إن كان المؤلف يعني بالإرجاء مداهنة بعض من يحكم بالطاغوت والتزلف لهم بخطب وكتابات ممجوجة ونحو ذلك، فهذا وإن في وجد في بعضهم [وأقول إبراء للذمة: ما يحضرني الآن ممن يفعل ذلك منهم إلا القليل جدا]، فإن التعميم أيضا غير صحيح، ثم إن هذا ليس هو الإرجاء المعروف عند العلماء، وإنما هو أمر آخر تشمله مسميات أخرى تندرج تحت باب آخر. والله أعلم
-والخلاصة أنه ينبغي أن يقال في حق من لا يكفر من يترك جميع أعمال الجوارح [=من لا يعمل جنس أعمال الجوارح]: إن قوله من أقوال المرجئة أو إنه ممن دخلت عليه شبهة الإرجاء. والله أعلم [وانظر: كتاب<الإيمان عند السلف1/ 312>تأليف محمد آل الخضير]
-والغريب هنا أنني قد استمعت إلى كلام للمؤلف نفسه [في تسجيل في الإنترنت (شرح الروض المربع2 - 2/بعد الدقيقة 26)] عن بعض متأخري المتفقهة الذين يقولون ببعض أقوال المرجئة [التي هي أظهر خطأ من قول من عناهم في كلامه سالف الذكر]، يقرر فيه أن العبارة الدقيقة التي تقال في أمثالهم:"دخلت عليهم شبهة الإرجاء"،وأنه لا يقال فيهم:"إنهم مرجئة".
-وأذكر هنا تنبيها له علاقة بمسألتنا [ولست أعني المؤلف الفاضل ولا غيره، وإنما هي خاطرة عارضة]: وهو أن بعض الإخوة قد تغلبهم العاطفة بل العرق في هذا الباب؛ فترى أحكامهم المغلظة على الشيخ الفلاني الذي ليس من بلدهم-مثلا- على طرف اللسان! بينما تجدهم يتورعون غاية التورع إذا كان الحكم سيتوجه إلى أحد بلدييهم-مثلا-! فقد يكون بلديهم-مثلا- مستكملا آيات المنافق الثلاث أو الأربع معلنا بها، ولكن صاحبنا المتجاسر على فضلاء غير بلده يستنكر على من يصف بلديه بما يستحقه!
- ومن الأمثلة المنتشرة في هذا الباب أيضا أن بعض الإخوة قد يبالغون في إطلاق أوصاف العلم على بلديهم-مثلا-، بينما يبخسون غير بلديهم تلك الأوصاف ولو كان أولى بها من بلديهم؛ فيصفون بلديهم بالمحدث-مثلا-، بينما تدل آثاره في هذا الفن على أنه لا يعدو أن يكون مشاركا مشاركة ضعيفة فيه، ويستعظمون على غير بلديهم مثل هذه الوصف ولو أفنى عمره في هذا الفن! [ومن العجيب أنك حين تطالبهم بسبب بخس ذلك العالم حقه، يحتجون عليك بأنه قليل الاعتناء بعلم العلل. وكلامهم هذا وإن كان صحيحا في الجملة فإن الطريف هنا أن بلديهم الذي قلدوه وصف (المحدث)
¥

نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5 نویسنده : ملتقى أهل الحديث    جلد : 94  صفحه : 425
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست