responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة البيان نویسنده : البرقوقي    جلد : 1  صفحه : 32
فلففتها في قفازة الفتاة وجعلتهما معاً لصق أحشائي. ولما كان صباح الغد وقد دخل عليّ صديقي الجندي بغتة وجدني مستوياً في فراشي أمامي القفازة الصفراء وفي فمي الفوهة المعهودة الوكها وأمضغها كأنها قطعة من الحلوى في شدق غلام أو حلمة ثدي في فم رضيع.
فوقف وحدق إلي ثم قهقه ضاحكاً وأسرع نحو القفازة وكنت أقرأ في ديوان الشاعر توماس مور: لست ممن ينزع إلى السعر ولكنيوجدت بذلك الديوان قصة تصف حالي: فلما رأيت صديقي يهرول إلى القفازة ثار غضبي وأرسلت (توماس مور) في وجهه فأخطأه بلطف من الله وتناول هو وسادة فرماني بها وكان من حسن حظه أنه لم يلجأ إلا إلى هذا السلاح العديم الأذى لأني كنت في أشد ثوران الغضب حتى لو قد بدا منه أدنى إساءة لأزهقت روحه لتوه وساعته.
علم القارئ إذن أني لم أزهق روح صاحبي ولكني خلفت له لأفعلن به ذلك لو فاه بكلمة في هذا الشأن وكان يعرف أني فعال لما أقول: وكان غير جاهل بحديث علاقتي فأراد أن يجعل أمر غرامي غرضاً لمزحاته الخشنة العسكرية ولكني زجرته.
فقال: لم تصدني عن هذا الباب وما أظنك ستقترن بالفتاة.
قلت: وهبني يا سيدي سأقترن بها.
قال: ماذا تقول! تتزوج ابنة ذاك السوقي الحقير ويحك! إن جنود فرقتي ما زالوا يتهمونك بالجنون فأكذب عنك. فأما وقد قلت ما قلت فقتلني الله إن لم تكن كذلك.
قلت: سيدي من مس كرامة الآنسة (منا) فهو نذل ساقط ومن تناول اسمها الكريم بغير التحميد والتمجيد فهو كذاب أشر:
وبعد محادثة قصيرة مضى ويلدر وتركني للقفاز والأنبوبة
وكان فيما ذكره صديقي (ويلدر) من أمر الاقتران بالفتاة ما أدهشني. أأقترن بابنة إسرائيلي! وأنا جورج فيتزبودل! هذا لا يكون أبداً اللهم إلا أن يكون لها مليون من الذهب وما كان مثل المسيو لو حقارة ليهب ابنته مليوناً ولكني سواء تزوجتها أم لم أتزوجها فقد أبيت إلا التلذذ بحبها والتمتع بهواها وعدم التوقع لما يأتي به الغد قانعاً بلذة اليوم.
ما مضى فات والمؤمل غيب ... ولك الساعة التي أنت فيها

نام کتاب : مجلة البيان نویسنده : البرقوقي    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست