responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة البيان نویسنده : البرقوقي    جلد : 1  صفحه : 31
العيّ والحصر فما استطعت بعد الجهد إلا قولي لها اليوم حر؟
قالت هنيئاً لك يا مسيو جورج ما بلغت في الألمانية. لقد جريت في مضمارها شأواً وكأن بين فكيك لسان ألماني.
ولكني لأمر ما آثرت أن أسوق الحديث بالافرنسية ودخل علينا أبوها فوجدني أعبث بحاشية قطيفة حمراء وألحاطي عاكفة على وجه ابنته تقطف ورد خديها وهي مطرقة أعارت الأرض مقلتيها السحورين.
في ذلك اليوم لم تبع لي الأسرة من بضائعها شيئاً ثم رآني الغد بينهم والرجل يجتذب أنفاس انبوبته.
قالت الآنسة تنح عنايا أبتاه. فسادة الإنكليز يؤذيهم التبغ. والسيد لا شك يمقته.
فأجاب خادمك المطيع بقوله (بلى قد أدخن أحياناً)
فصاح الرجل قائلاً: هات لجنابه أنبوبة يا قرة عين أبيك
صاحت الآنسة نعم تلك الطويلة التي جاءتنا من تركيا ثم وثبت من مكانها وما لبثت أن عادت تحمل عصا طويلة من العناب مغشاة بنسيج أحمر مطرز بالذهب بإحدى طرفيها فوهة من الكهرمان المرصع بالصدف، وبالآخر أنبوبة مذهبة. ودخلت علينا الفتاة تميل وتترنح كأنها ملك يحمل عوداً من أعواد الجنة.
وقالت لا بد من أن أوقدها للمسيو جورج. الله أكبر. لقد كانت الفتاة تنطق اسمي جورج بنغمة أجارك الله من وقعها في الفؤاد وأثرها في الأحشاء.
وبعد أن أمرت أختها أن تقبس لها ناراً وقفت ما رأيت قط أجمل منها ولا أفتن.
قدم لطيفة ممدودة إلى الأمام ورأس ملقاة إلى الوراء ويد غضة صغيرة ممسكة عصا الأنبوبة بين إبهامها وسبابتها. وشفتان كالعقيقتين تلثمان فوهة العصا وابتسامة كأفتن ما طل دما. وقتل مغرما. وجاءت أختها تقهقه فأشعلت التبغ وإذا بدخان أبيض دقيق الحجم يتصاعد من بين هاتين المرجانتين الباسمتين عن سمطي لآلئ نحو السقف تتضوع له أرجاء الحجرة أرجا ويفغم عبقه الخيلثيم.
وإذ كيت الأنبوبة وقدمت إلي برشاقة وبنظرة كان من أثرهما أني دفعت إلى اليهودي في الحال أربعة عشرة جنيهاً ثمن الأنبوبة. فأما الفوهة التي لثمتها شفتاها فما لبثت أن أخذتها

نام کتاب : مجلة البيان نویسنده : البرقوقي    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست