responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة البيان نویسنده : البرقوقي    جلد : 1  صفحه : 30
بأكثر سخريتي بحصرة الحسناء (منا) تفكهة لها وترويحاً لنفسها حتى قررت لها أن الفتى لا يصلح إلا لبيع البرتقال والخبز في مركبات السفر.
وكانت الحسناء تقول لي (لله دركم شبان الإنكليز ما أخف أرواحكم وأرق ظرفكم) وكنت أجيبها جواب الأبله المعتوه (إي وربك نحن كما تصفين وأخف أرواحاً من الألمان وأظرف) ثم أقارب بين أجفاني وأصوب نحوها نظرة أحسب أنها ستذيب مهجتها.
أأذكر لك أيها القارئ ماذا كانت عاقبة محاوراتي معها؟ في المحاورة الأولى سألتني الفتاة أما تستطيب ذلك الشاي الذي اسقيك منه وتستلذه؟ ثم ذكرت أنه من واردات الصين وأنه ليس بألمانيا ذرة منه عند ذلك أيقنت أنه لكما تصف ولما كان صباح الغد دخل (هرش) علي باسما يحمل ستة أرطال من الشاي المذكور في صرة وتشرفت بأن دفعت له ثمنها ثلاثة جنيهات إنكليزية على الفور.
فلما زرت القوم بعد ذلك قال لي المسيو موسي لتشربن معي زجاجة من خمرة قبرص قائلاً نها لا توجد إلا عند أخيه المقيم في الاستانة ولم يمض على ذلك أربعة أيام حتى سألني المسيو لو كيف وجدت النبيذ الذي بعثه إلي بناء عن طلبي وهل أريد مقداراً آخر؟ قلت عجباً ماذا تعني وأي نبيذ طلبت منك فأرسلته إليّ ومتى كان ذلك؟ قال أرسلته منذ ثلاثة أيام وهو في خزانتك ثم أقترح أن يبعث إليّ بصنف آخر اسمه (نبيذميدوك) ولم تمض ساعتان بعد ذلك حتى كان في منزلي صندوق من ذاك النبيذ مشفوع بحوالة معنونة باسم جناب الكونت فون فيتسبودل (اسمي) وقد كان في الذي أبدته هذه الأسرة من الولوع بخدمتي ما رد قليلاً من ولوعي بهم وكف بعض الشيء من تهافتي عليهم حتى قالت لي (منا) لما زرتها بعد ذلك وتنهدت آه يا عزيزي هل أسأنا إليك حتى حرمتنا لقاءك.
قلت لها (سآتيك غداً) ثم لحظتني لحظة وأومضت لي إيماضة واغوثاه ويالله - إني أحمق مغرور! وقبلي ما حمق العاشقون واغتروا ومنهم أولو الألباب. وذوو الأحساب. أو لم ينخدع من قبلي قيصر انطانيوس وسامسون وهرقل؟ أقول لما قدمت على دارها من الغد وجدتها بين أوراق الكرم فتبسمت وقامت فمدت إلي يداً بضة وبنانا لدنا. عليها قفاز أصفر هو عندي إلى الآن! وقد كنت ألفت أثناء الطريق عبارة غزل وتشبيب أردت أن أحييها بها وحسبتها آية في الخلابة فلما مثلت أمامها عاقتني الهيبة أن أقول ما كنت هيأت وأصابني

نام کتاب : مجلة البيان نویسنده : البرقوقي    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست