responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة البيان نویسنده : البرقوقي    جلد : 1  صفحه : 29
بناني لا يبالي ما أدعوه وبماذا أسبه.
ورغبني فيه أيضاً أنه من لدن حبيبتي (منا). نعم إنه ليس بالحبيب ولكنه من عنده. إنه ليس بالوردة ولكنه يحمل طيبها وشذاها ويهديك أرجها ورياها. وهل ببطحاء ألمانيا وسهلها وقاعها وجبلها وردة أبهى من (منا)؟
أنا لو لم أقصد إلى تهذيب النفوس وأرم إلى تثقيف الطباع ما كنت قائلاً كلمة عن الفتاة (منالو) ولا ذاكر لفظاً عما أتيته من الهفوات في ذلك الصدد وما أحدثته من السقطات. وما كابدته من المنغصات بسبب جهلي وكبريائي. والحق أقول أن للإنكليزي لاسيما في ديار الغربة كبرياء وغطرسة هي أثقل على النفس وأمقت في الحس من جعجعة الفرنسيين وتيههم فالفرنسوي يمشى مرحاً. ويتمايل مرنحاً. ويفاخر في المجالس بحسبه ونسبه. ولا يدع فرصة حتى يصم أذنيك بذكر مآثره وسرد مفاخره. ولكن طنطنة الفرنسوي وجعجعته ليست وأيم الله أشد كراهة وأثقل وقعاً مما يظهر الإنكليزي من عظمة في جمود. وأبهة في جفاء وركود. وغطرسة خرساء. وصمت في كبرياء وغرور في صعر. وغفلة في صور. والإنكليزي يعتقد أن أمر فضله على غيره من الشعوب. وسبقه لسواه من الأمم أمر ظاهر لا يختلف فيه اثنان. فهو لا يحتاج إلى برهان. فيرى من حقه ومن شأنه أن يحتقر الأجنبي أياً كان. وينثر على خلق الله الاحتقار والازدراء أينما كان. مما يجر عليه بغض الناس ومقت العالم ولا غرو فلو أي شعب آخر رمقنا بالعين التي نرمق بها الغير لا بغضناه بغض الغير إيانا.
(وبعد) فلما تركت بلادي إلى القارة الأروبية جعلت أتوهم أني خيرمن مشى على ساق وقدم. وأحسن من طلع عليه شمس ونجم. فإذا دعيت إلى حفلة ادعيت رئاستها أو أتيت حلقة توسطت دائرتها ثم غمرت سائر الأصوات بصوتي وفي المجلس أئمة الفضل وأعلام العلم وجعلت أضحك من أقوالهم وهي عقائل الأقوال. واسخر من حديثهم وإنه السحر الحلال. فلله درى حينذاك من مؤنس مطراب. وفاتن خلاب.
ومن العجب أني وهذه حالتي وتلك أرائي أجلس إلى الفتاة (منا) ساعات متواليات فلا انفك أضجرها بهذياني. وأسئمها بممقوت أقوالي ومرذولها وأسخر بعادات بلادها وأحول أوطانها وما في إلا موضع سخر ومجال هزء أما الفتى (هرش) فكنت أقصده بمعظم تنديدي وأرميه

نام کتاب : مجلة البيان نویسنده : البرقوقي    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست