نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 997
فهذا عمر قد نهى عن تعلم لسانهم وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم فكيف من يفعل بعض أفعالهم أو قصد ما هو من مقتضيات دينهم؟
أليست موافقتهم في العمل أعظم من موافقتهم في اللغة؟
أو ليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم؟
وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم فمن يشركهم في العمل أو بعضه أليس قد تعرض لعقوبة ذلك؟
ثم قوله (اجتنبوا أعداء الله في عيدهم) أليس نهيا عن لقائهم والاجتماع بهم فيه فكيف بمن عمل عيدهم؟
وقال ابن عمر في كلام له: من صنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم.
وقال عمر (اجتنبوا أعداء الله في عيدهم).
ونص الإمام أحمد على أنه لا يجوز شهود أعياد اليهود والنصارى واحتج بقول الله تعالى (والذين لا يشهدون الزور) قال الشعانين وأعيادهم.
وقال عبد الملك بن حبيب من أصحاب مالك في كلام له قال: فلا يعاونون على شيء من عيدهم لأن ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك وهو قول مالك وغيره لم اعلم انه اختلف فيه.
فهذا تحذير شديد من مشابهة النصارى في أعيادهم.
يقول الذهبي في رسالة عظيمة رد فيها على من شابه النصارى في بعض أعيادهم واسم الرسالة (تشبيه الخسيس بأهل الخميس).
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تشبه بقوم فهو منهم).
فإن قال قائل: أنا لا نقصد التشبه بهم؟
فيقال له: نفس الموافقة والمشاركة لهم في أعيادهم ومواسمهم حرام؛ بدليل ما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها وقال صلى الله عليه وسلم (إنها تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار)، والمصلي لا يقصد ذلك، إذ لو قصده كفر لكن نفس الموافقة والمشاركة لهم في ذلك حرام.
أقول: وإن كان هذا الاحتفال من فعل الرافضة وهم الذين ابتدعوه وجعلوه عيدا فكفى به سببا مانعا من الوقوع في البدع واختراع أعيادٍ زائدة على عيد الفطر والأضحى التي لا يجوز لنا بحال أن نزيد فيها أعيادا أخرى.
ثم فيه مضاهاة للشرع الحكيم وطعن في الشريعة الكاملة؛ بل أنه ما حلت بدعة إلا وأزاحت سنة.
ووجه هذه المضاهاة أنه تشريع من غير دليل، والدين كمل قال عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
والخلاصة:
أن هذا الاحتفال يدور تاريخه بين النصارى الكافرين والرافضة المبتدعين. فلماذا هذا الابتهاج والسرور وتخصيصه في هذه الأيام بالفرح فيها والمرح بها ولبس الجديد والاستعداد كالعيد من شراء المكسرات والحلويات وغيرها من الاستعدادات والتوسعة في المآكل.
بل زاد الأمر فأصبح يمجد ويحتفى به من خلال بعض الوسائل الإعلامية.
ومن هذا الاحتفاء:
ما قالته بعض الصحف المحلية والخليجية تمجيدا وإشادة بهذا الاحتفال:
ذكرت إحدى الجرائد الخليجية وهي جريدة الشرق في قطر في عددها (2526) في الصفحة الأولى بعض العبارات الغريبة. منها على سبيل المثال: فلنحتفل جميعا!!. يجب أن لا يحرم أي طفل من المشاركة!!؟. الليلة كل الشوارع ملك للأطفال؟!. علينا أن نشارك في إسعاد أطفالنا في ليلتهم وكل عام وأنتم بخير؟؟.
وفي نفس العدد من الجريدة جاء هذا الخبر:
إن أحد الأندية جريا على العادة السنوية يحتفل بالاستعداد لهذه المناسبة بتوزيع عشرة آلاف كيس واثنين طن من المكسرات وخمس حافلات لتوزيع الأطفال فعلى من يرغب المشاركة التوجه للنادي الساعة السادسة مساء!!؟
وذكرت جريدة اليوم في العدد (8624): وتحت عنوان (أدعية وأهازيج) _ قريقعان الخليج عرس الأطفال؟ - هذه الليلة ليلة مهمة لدى الأطفال في الخليج بلا استثناء! وهي أحد أهم مظاهر شهر رمضان؟! سبحان الله.
وقال أحدهم في نفس الجريدة العدد (9332): أطفال الشرقية يحتفون مساء اليوم بالقرقيعان ثم قال: وفيه تأصيل لبعض القيم وتقاليد المجتمع ومن أبرزها العطاء والكرم؟! وإنه من قيم وتقاليد المجتمع؟! ثم ختم بالحث على الاحتفاء بهذا المنشط التراثي الخليجي.
وفي العدد (8267) من نفس الجريدة قال كاتب آخر: إنها من حرص الآباء والأجداد؟ إنها استمرار للعادات الإسلامية؟ إنها من الليالي المباركة؟
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 997