نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 996
وما كان على سبيل العادة: فينظر إلى هذه العادة هل هي من فعل المسلمين؟ أو من فعل غيرهم؟ فان كانت من فعل غيرهم، فينظر إلى الباعث على الفعل؟ وهل هم يتعبدون بها؟ أو يحددونها بوقت معين؟ أو بألفاظ معينة؟ أو بمكان معين؟ أو باجتماع معين؟ أو بهيئة معينة؟ وما إلى ذلك من الضوابط التي يجب أن نراعيها في مثل هذه الأمور. فإن كانت مشابهة لهم بأي وجه من هذه الوجوه فإنها من التشبه المحرم الذي سبق الإشارة إليه. ومراعاة مثل هذه الأمور واجب شرعي على الجميع تحريه.
ودليلها أنه أتي رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داود قال نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال (إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة فقال النبي صلى الله عليه وسلم (هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد قالوا لا قال هل كان فيها عيد من أعيادهم قالوا لا قال رسول الله أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك بن آدم).
ومن خلال هذا الحديث العظيم تتبين لنا أهمية مراعاة الأحوال المصاحبة للفعل؟ وقصد الفاعل؟ ومن يشابه؟ فقوله صلى الله عليه وسلم هل فيها وثن مراعاة للمكان وقوله هل فيها عيد مراعاة للزمان. فسال عن الزمان؟ والمكان؟. · وأما إن كانت هذه العادة من فعل المسلمين. فينظر هل هي تخالف أصل متفق عليه؟ أو شيئا من النصوص الشرعية؟ فان وجد مخالفة فمردودة، لما ورد في الصحيحين من حديث عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). وفي لفظ لمسلم قال صلى الله عليه وسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد). وهذه الرواية بوب لها النووي في شرح صحيح مسلم. (باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور). ولقوله صلى الله عليه وسلم (وما نهيتكم عنه فانتهوا)، وإن لم يوجد مانع، فحكمها إذاً الجواز لأنها من الأمور المباحة التي لا تمنعها الشريعة ولا تأمر بها.
وبعد هذه القواعد والضوابط الشرعية في أفعال العباد:
نسأل عن هذا الاحتفال هل هو من احتفالات المسلمين؟ أو من احتفالات غيرهم؟
إن ثبت أنها من فعل غير المسلمين كالنصارى فهذه لا تجوز بحال وإن تغيرت الأحوال أو الأفعال والأقوال إذ العبرة بالأصل فإذا كان الأصل فاسد فكيف يبنى عليه غيره والنبي صلى الله عليه وسلم نهى وحذر من مشابهة اليهود والنصارى في سائر أحوالهم فما بالك فيما يتعلق بدينهم وأعيادهم. والدليل على ذلك ما حذر منه رسول الهدى عن مشابهة عموم المشركين والكافرين وأهل البدع.
قال البخاري [في] صحيحه باب قول النبي صلى الله عليه وسلم (لتتبعن سنن من كان قبلكم) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ثم لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع فقيل يا رسول الله كفارس والروم فقال ومن الناس إلا أولئك).
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثم لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن).
وكما روى أبو داود في سننه عن بن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تشبه بقوم فهو منهم).
قال ابن كثير: من تشبه بقوم فهو منهم ففيه دلالة على النهي الشديد والتهديد والوعيد على التشبه بالكفار في أقوالهم وأفعالهم ولباسهم وأعيادهم وعباداتهم وغير ذلك من أمورهم التي لم تشرع لنا ولا نقر عليها. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من تشبه بقوم فهو منهم أو حشر معهم فقيل من تشبه بهم في أفعالهم وقيل من تشبه بهم في هيئاتهم. قال شيخ الإسلام: وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تشبه بقوم فهو منهم) وقد روى البيهقي بإسناد صحيح في باب كراهية الدخول على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم والتشبه بهم يوم نيروزهم ومهرجانهم عن سفيان الثوري عن ثور بن يزيد عن عطاء بن دينار قال
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا تعلموا رطانة الأعاجم ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فان السخط ينزل عليهم.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 996